Fuskar Wani Bangaren Almasihu
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
Nau'ikan
قام يسوع صباح الأحد فتراءى أولا لمريم المجدلية، تلك التي أخرج منها سبعة شياطين، فمضت وأخبرت تلاميذه، وكانوا في مناحة ونحيب، فلما سمعوا أنه حي، وأنها شاهدته لم يصدقوها، وتراءى بعد ذلك بهيئة أخرى لاثنين منهم، كانا في الطريق ذاهبين إلى إحدى القرى.
فرجعا وأخبرا الآخرين، فلم يصدقوهما أيضا، وتراءى آخرا للأحد عشر أنفسهم، وهم على الطعام فوبخهم لقلة إيمانهم وقساوة قلوبهم؛ لأنهم لم يصدقوا الذين رأوه بعدما قام، ثم قال لهم: اذهبوا في الأرض كلها وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين، فمن آمن واعتمد يخلص، ومن لم يؤمن يقض عليه والذين يؤمنون تصحبهم هذه الآيات: فباسمي يطردون الشياطين، ويتكلمون بلغات مختلفة، ويمسكون بأيديهم الحيات، وإن شربوا شرابا قاتلا لا يؤذيهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيتعافون.
وبعدما كلمهم الرب يسوع، رفع إلى السماء، وجلس على يمين الله.
وإذا يسوع قد جاء للقائهما فقال لهما:
السلام عليكما، فتقدمتا والتزمتا قدميه ساجدتين له، فقال لهما يسوع:
لا تخافا، اذهبا فقولا لإخوتي أن يمضوا إلى الجليل فهناك يرونني.
وأما التلاميذ الأحد عشر، فذهبوا إلى الجليل إلى الجبل الذي جعله يسوع موعدا لهم، فلما رأوه سجدوا له .
ولكن بعضهم ارتابوا، فدنا يسوع إليهم وكلمهم، وقال:
إني أوليت كل سلطان في السماء والأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به، وها أنا ذا معكم طوال الأيام إلى انقضاء الدهر.
من هذه المقارنة بين الروايتين نجد أن النص الأصلي لمرقس صامت تماما عن ظهورات المسيح وعن ارتفاعه إلى السماء، حتى إنه لا يتابع النتيجة المنطقية المتوقعة، وهي ذهاب النسوة الثلاث إلى التلاميذ وإخبارهم بما رأين وسمعن، وبذلك يبقى خبر القيامة بالنسبة إلى التلاميذ مجرد رواية قالها شاب غامض، ونقلتها نسوة يشك بشهادتهن، ومن هنا كان لا بد من إكمال القصة وتزويدها بما يعطيها مصداقية، وذلك بجعل عدد متزايد من التلاميذ يواجهون المسيح القائم من بين الأموات، وهكذا تمت صياغة خاتمة كل من متى ولوقا بشكل يتجاوز خاتمة مرقس الأصلية، كما جاء محرر متأخر فزاد على خاتمة مرقس عناصر الظهور والارتفاع إلى السماء، بعض هذه العناصر مستمد من متى ولوقا، وبعضها من مصدر مجهول لا نعرفه.
Shafi da ba'a sani ba