بل إن الجنة في نفس اتساع الأرض في الدنيا
وجنة عرضها السموات والأرض . الاتساع في الدنيا، والبراح في الآخرة. فالآخرة استمرار للدنيا في اتساع الأرض دون الضيق والحشر كما هو الحال في توزيع الخريطة السكانية في مصر، ثمانون مليونا يقطنون في 4٪ من مساحتها في وادى النيل وليس في الصحراء. الاكتظاظ السكاني في مكان، وترك باقي الأماكن خاوية خالية تضييقا لمساحة الأرض. في مقابل عدو يزرع المستوطنات في قلب الصحراء لتوسيع رقعة الاستيطان والانتشار في الأرض. ويبقي الأرض على الاتساع «من الفرات إلى النيل»، ومن لبنان إلى اليمن. والبدو الرحل لا يعرفون الاستقرار في الأرض إلا إذا كانت واحة للاستقرار. يسيرون في الصحراء بحثا عن الماء والكلأ. لا يعرفون الحدود الجغرافية. فالصحراء على الاتساع مثل الأرض. لا يعرفون إلا الله في السماء والعدل في الأرض.
فإذا ما ضاقت الأرض بما رحبت فأرض الله واسعة، والهجرة واجبة
ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها . فلا يجوز الفرار من الأرض. إذا ضاقت في مكان فإنها تتسع في مكان آخر
وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين . لذلك كانت الهجرة سنة الأنبياء، إبراهيم من العراق إلى الحجاز، وموسى ويوسف من فلسطين إلى مصر، ومحمد من مكة إلى المدينة، هجرات طويلة من مصر إلى فلسطين، من قطر إلى قطر أو قصيرة من مدينة إلى مدينة. تضيق الأرض في مكان، وتتسع في مكان آخر
ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا
بشرط أن تكون هجرة مؤقتة. فلا هجرة بعد الفتح. السياحة في أرض الله الواسعة أمر إلهي وضرورة بشرية
فسيحوا في الأرض أربعة أشهر . وإن ضاقت عبادة الله في مكان فأرض الله واسعة
يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون . فإذا كان الجسم له حدود فإن الروح بلا حدود.
الأرض كلها ميدان للجهاد في سبيل الله
Shafi da ba'a sani ba