فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا . فالإنسان في زراعته الأرض يتشبه بالله الذي ينزل الماء عليها لتصبح مخضرة. والأخضر ضد اليابس. يأكله ويحتويه،
وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات . واللون الأخضر هو لون أرائك الجنة،
متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان ، ولون ثياب أهل الجنة،
عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق .
أما اللون الأصفر فهو لون سلبي، لون الجفاف والصحراء والهشيم الذي تذروه الرياح والذي يسهل اقتلاعه من الأرض،
ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما ، وهو لون الريح العاتية التي تهب فلا تبقى ولا تذر،
ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون ، وهو لون شرار النار،
إنها ترمي بشرر كالقصر * كأنه جمالة صفر . هو لون الموت والضحية مثل بقرة نبي إسرائيل،
قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين . وفي الثقافة الشعبية توحدت الثقافة العربية بالصحراء، التوحيد امتدادها اللانهائي، وأخلاقها التعاون والبر والتكافل، رموزها الجمل والناي والخيمة.
ويستمر الحديث في صورة القرآن في التأكيد على أن اللون الأخضر هو لون الحياة المستمرة. «لو جاء أحدكم ملك الموت وفي يده فسيلة فليغرسها». فالاخضرار فعل مستمر للإنسان من المهد إلى للحد. وفي زيارة القبور يوضع العشب الأخضر، والزرع الأخضر ترحما على الميت. فالحياة الخضراء مستمرة بعد الموت، وهو اللون المفضل عند الصوفية في عمائمهم وأعلامهم وشاراتهم وبيارقهم. والشيخ الخضر رمزهم وإمامهم، وهو اللون الذي آثرته العديد من الدول الإسلامية لأعلامها الوطنية رمزا للأرض الخضراء، وهو اللون الذي يستعمل في الحياة السياسية مثل «المسيرة الخضراء» و«الكتاب الأخضر».
Shafi da ba'a sani ba