وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ، فالحديد للسلم والحرب، للبناء وللدمار، للعمران وللخراب، للراحة وللتعب، للنعيم وللعذاب. استعمله ذو القرنين للدفاع عن الحق. ويستعمله هامان وفرعون لتشييد القصور والقلاع والاستعلاء على رقاب الناس.
الدين إذن ليس كلاما ودعوة وموعظة وبلاغا وبيانا وقولا وخطابا فقط بل هو تحقيق المصالح العامة ومنافع الناس. (4) الإيمان ينفع ولا يضر
يظن البعض خطأ أن جلب المنفعة ودفع الضرر مجرد نفعية لا تصح في الإيمان، فالإيمان أعلى وأنقى وأطهر من هذا المعيار. الإيمان خالص لوجه الله. والغرب وحده هو الذي جعل جلب المنفعة ودفع الضرر مقياس الحقيقة على ما هو معروف في البرجماتية أو الذرائعية الأمريكية، فالحقيقي هو النافع والباطل هو الضار.
والحقيقة أن جلب المنفعة ودفع الضرر تجربة إنسانية طبيعية وأحد مقاييس الحقيقة سواء كانت الإيمان بالله أو الدفاع عن النفس أو العلم أو تجاوز الله في هذا المقياس باعتباره متعاليا يمثل الخالص، فالمنفعة والضرر ينطبقان على الحياة الإنسانية والعلاقات الاجتماعية أي على علاقة الإنسان بنفسه وبالآخرين وليس علاقة الإنسان بالله.
وقد ورد لفظ «الضرر» في القرآن عشرين مرة بخمسة معان،
الأول:
أن دفع الضرر أحد مقاييس الإيمان. فالإنسان لا يعبد ما لا ينفعه ولا يضره،
قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ، ويتكرر نفس المعنى عدة مرات، ومن يفعل ذلك يكن موضعا للسخرية،
ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم
بداية بدفع الضرر،
Shafi da ba'a sani ba