Wahm Thawabit
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Nau'ikan
normality ، فإن مجرد إدراج التصور التشخيصي في دليل نوزولوجي رسمي، وتزويده بتعريف مركب دقيق يحفز نزعتنا الماهوية الصميمة، ويحملنا على هذا التشييء الماكر.
يبدو أن تفاوت الأعراض الطبنفسية هو شيء متصل، ولا يتكتل في تجمعات ذات تخوم حادة، وأن معظم الفئات التشخيصية هي مجرد مواضع اعتسافية في فضاء متعدد الأبعاد. على أن «العقل المتقطع» (بتعبير ر. دوكنز) لا يعي ذلك، ولا يفكر إلا بلغة قاطيغورية (لغة الفئات التصنيفية المنفصلة)، ولا يختزن معرفته الإكلينيكية إلا بهذا الفورمات. يشكل هذا «عائقا طبيعيا» لتقدم الطب النفسي وتقدم البحث العلمي في هذا المجال.
هب أنك تقدم لقطاع البحث العلمي عينات من الحالات المرضية تمثل فئات تشخيصية معينة، اجتزئت وفقا لهذا التوجه الذهني الماهوي، وطلبت منه أن يستكشف لك تلك الماهية القابعة وراء الأعراض: الخلل الجيني على سبيل المثال. إنك لا تجني من الشوك عنبا، ولا من الوهم واقعا؛ لذا تسفر الأبحاث الجينية لعيناتك عن «خلل جيني غير محدد
non-specific ». وكذلك الحال في بقية ضروب السببيات.
لقد طالما سلم القائمون على الطب النفسي وعلم النفس بأن هدف أي نسق نوزولوجي (متعلق بتقسيم الأمراض) هو «تقطيع الطبيعة من مفاصلها». يتضمن ذلك أن ثمة مفصلا وأن المرء لا ينشر في العظم. ولكن إذا لم يكن ثمة حدود طبيعية بين الزملات النوزولوجية، فمن يدرينا - حقا - أننا لا ننشر في العظم؟
إن من الخطأ أن نفهم الزملات الطبنفسية على أنها فئات تصنيفية محددة بحدود ولها شروط داخلية ضرورية وكافية لتشخيصها؛ فهذه طريقة غير صائبة في النظر إلى أي شيء؛ لأنها تصادر بأننا ننظر إليه كما بعين إله، وبأن هناك وصفا دقيقا واحدا لما يكونه هذا الشيء في الواقع، بمعزل عن الطريقة التي نتصوره بها. وعلى الأطباء النفسيين أن يكفوا عن مثل هذه النظرة، سواء تبنوا النموذج الطبي أو النموذج السيكومتري (الخاص بالقياس النفسي). إنما تتخذ الاضطرابات الطبنفسية متصلا
continuum
من «الأنواع العملية»، وأفضل طريقة لتصورها هي الطريقة البراجماتية. (9) الوجودية
الوجودية نقيض الماهوية وضدها المميز. ***
لقد كانت الفلسفات الكبرى في التاريخ فلسفة ماهيات ، تقول بأن للإنسان طبيعة سابقة على وجوده تطبعه بطابعها وتقولبه بقالبها، شأنه في ذلك شأن غيره من الكائنات: إن فكرة التمثال في خيال المثال تسبق عملية نحت التمثال، وتصميم المبنى في مخطط المهندس يسبق بناءه، وطبيعة الشجرة تسبق «وجودها بالفعل»
Shafi da ba'a sani ba