Wahm Thawabit
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Nau'ikan
قد تكون شديدة التعقيد، حيث تنبثق الأنماط الجينية كنتيجة لتفاعل متبادل لجينات عديدة حين تتوافر ظروف بيئية معينة، وحين يمكن للجينات أن تحدد أي البيئات يسعى إليها الشخص وبالتالي يتأثر بها، مثل هذه العلاقات المعقدة تتحدى أي جواب ماهوي، وبسبب تعقد التفاعل بين «الطبيعة والتنشئة»
nature and nurture
يستسهل الناس التفسير الجيني ويغضون الطرف عن العلل البيئية والخبروية أو التفاعلية بين الجينات والبيئة.
ليس بميسور عامة الناس أن يتصوروا تعقد العلاقة بين الجينوتايب والفينوتايب، ويتفهموا أن التعبيرات الجينية احتمالية وتحكمها الخبرات والتفاعلات مع الجينات الأخرى، ويستوعبوا كيف يمكن للجينات أن تؤثر في طرائق تفاعلنا معها؛ ومن ثم كيف تشكلها بيئاتنا، وكيف تضطلع العوامل «التخليقية المتعاقبة»
epigenetic
بدور جوهري في نشأة مختلف السمات وشتى الأمراض. ولو أنهم علموا مبلغ تعقد العلاقات بين الجينات ومآلاتها؛ لاستجابوا للتقارير الجينية استجابة صحيحة ووضعوا أمرها في نصابه، واستردوا اهتمامهم بدور البيئة في تشكيل السلوك، وأدركوا صدارة الإرادة الفردية والاختيار الحر.
ويبدو أن فترة المراهقة هي أنسب المراحل العمرية للتحولات المعرفية والوجدانية الكبرى في حياة الإنسان؛ ومن ثم تبدو التدخلات التعليمية لحلحلة الماهوية السيكولوجية الراسخة ملائمة جدا أثناء فصول العلم في المدرسة المتوسطة والعليا. في هذه السن لا يبدي المراهقون ماهوية سيكولوجية قوية كالتي يبديها الأطفال الأصغر، ولا يكون أوان الحتمية الجينية للبالغين قد جاء بعد.
يستمد الناس معلوماتهم عن الجينات من وسائل الإعلام، والإعلام بغريزته يميل إلى الفرقعة والمبالغة والإثارة، ولا يقدم إلا تبسيطات مخلة تومئ إلى تفسيرات جينية قوية للظواهر تتجاوب مع حدوس الناس المشربة بالماهوية، وبذلك تنشأ حلقة موبقة من التدعيم والتحريف يصعب الفكاك منها. ومن شأن التحيز الماهوي أن يدعم «التنميط»
stereotyping
و«التمييز»
Shafi da ba'a sani ba