============================================================
268 الوحيد في سلوك أهل التوحيد يقبل الخادم منهم شيئا غير الجهاز الآول : كما وصتاه الشيخ، ثم حضر الصاحب تاج
الدين واختار أن يأخذه في التربة التي لهم -وكذلك جماعة من أعيان مصر- واحتجوا أن المكان الذي وصى عليه الشيخ مشغول بالأموات، فقال الخادم: والله لي أصحب الشيخ أربعين سنة ما رأيته ذكر شيئا إلا جاء عقباه خيرا كثيراء ثم توجهنا وحضرنا له تحت الشباك، فأقام الحفار يحفر من طلوع الشمس إلى قرب العصر من صلابة الأرض، إذ هي بكر لم يكن ها مدفن أصلا، ثم تطاول الحال بعد أن دفناه مدة أشهر، وسافر أصحابه إلى بلدهم وأنسيت القضية التي ذكرها الشيخ بالأصالة، فلم آشعر يوما وآنا جالس على باب قبة الإمام الشافعى، وإذا بجماعة فقراء لباسهم آبيض وجمالهم بيض وفيهم إنسان شيخ آبلخ بعذبة لطيفة على صدره، فدخلوا
القبة للزيارة فدخلت في آثرهم، فوجدت الشيخ واقفا وظهره إلى الشباك والجماعة حوله وهو يدعو، ثم بعد ساعة، جلس على الشباك وآشار للجماعة بالجلوس، فجلسوا تحت الشباك من داخل القبة، وجلست معهم، ثم بعد ساعة التفت الشيخ إلى الشباك الذي دفن تحته الشيخ حسين فقال: رحمك الله تعالى يا حسين وأشار باصبعه إليه، وقال: أتيت لتجتمع بنا فأدركك الأجل، فخطر لي ما قاله الشيخ حسين أهم من الأبدال ثم قال إهم يدخلون من الشباك فقلت في نفسي: هؤلاء دخلوا من الباب، فقد لا يكون هؤلاء، فقال الشيخ في الحال: نحن نخرج إلى زيارة الإمام الشافعي بالليل، فيفتح لنا باب زاويته، ثم نأني إلى باب القرافة فيفتح لنا، ثم نأتي إلى هذا الشباك،
وأشار بيده هكذا فرفع الشباك فوالله لقد سمعت الشباك يقعقع قعقعة خطر لي آنه كسر وقال تفتح لنا طاقة، ثم وضع يده على الأرض فسكن الشباك فغبت عن حتي تقدير ساعة من النهار، ثم آفقت فلم آجد لهم آثراء الشيغ جبريل بن موين (1 (1) هو حبريل بن عبد الرحمن الأقصري. شيخ مشهور بالكرامات، معروف بالمكاشفات: صحب الشيخ عبد الرحيم القنائي، وظهرت عليه بركته. وزار أحدهم قبره، فوجد عنده أوساخا فقال: ما هذا يا سيدي؟ ما ينبغي أن يكون ذلك عند قبرك. ثم عاد لزيارته فوحد المكان في غاية النظافة.
وكان الشيخ أبو الحجاج الأقصري يكثر، مات سنة خمس وتسعين وستمائة، وقيلة وسبعمائة الطالع
Shafi 278