============================================================
38 الوحيد في سلوك أهل التوحيد الصفات واستحالة التقص عليه، والمشاركة له وحقيقة الوحدة وأته خالق كل شيء ومالكه وموحذه، فلا شيء يشبهه ولا يشبه شيئا ولا حل في شيء ولا حل فيه شيء لأن وجوده سابق الوجود والخلق فلا يصح قبل وبعد في حقه تعالى ولا القرب والبعد
إلا بالنسبة إلينا فالحقائق في آنفسها شواهد لآنفسها والدليل حجاب عليها، وقد قال الله تعالى: وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاريات: 21] .
ثم ما جاءت به الرسل عن الله تعالى يجب عليك الإيمان به، إذ هم حجة الله تعالى الواضحة القاطعة الدامغة للمخالفين لأهم، صلوات الله عليهم وسلامه، أتوا بالمعجزات الباهرات والآيات البينات، والإخبار عن المغيبات وتحدوا بذلك وآتوا بما عحز البشر آن يأتوا بمثله آو ببعضه، كإحياء الأموات وانشقاق القمر وكلام الحجر والشحر وكلام البعير وغير ذلك من الخوارق.
وكلما طلب منهم من الإعجاز طلب الدليل منهم على أهم رسل الله، وأنه في وقته، وتحدوا به وكل ما وعدوا به من خيرات الآخرة وكل ما تواعدوا به من خالفهم من العقاب ونزول العذاب في الدنيا وقع، وما تواعدوا به في الآخرة يقع، كقوم نوح بالغرق وقوم هود بالريح وقوم صالح بالعذاب بعد سواد الوجوه وقوع بالخسف.
وأنواع الهلاك والعذاب في الأمم الخالية لمخالفتهم للرسل وما وعدوهم به كثي،
مستقصى به آهل السلف عن الخلف والحة الغفير الذي لا يقع الاختلاف فيه أعني في نفس العذاب- وصدق الأنبياء عليهم السلام فيما تواعدوهم به وإن وقع في أنواع العذاب، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز ذلك فقال تعالى: *وكم أفلكنا من القرون من بغد نوح} [الإسراء:17].
وفي معحزات نبينا ل من الغرائب والعجائب ما لا يحتاج معها إلى دليل، إذ المعجزات كلها في معجزاته فإذا استقصيت وحدها كذلك، فتارة ظاهرة وتارة متضمنة في الجملة وتارة باطنة، وأتى بالقرآن العظيم الذي آعجز الخلائق كلها والفصحاء وهو باق فينا لا يقدر أخد منذ ظهر رسول الله من سبعمائة عام وإلى الآن أن يأتى بسورة من مثله، ولو احتمعت الإنس والجن والخلائق أجمعون لما أتوا بذلك، ولا يأتون بذلك أبذا فقد وجب الإيمان بالجميع.
Shafi 24