217

Wahid Fi Suluk

Nau'ikan

============================================================

27 الوحيد في سلوك أهل التوحيد تركت له ذلك؟ فقلت له: هذا أمر خسيس، لم ترض نفسي بالكلام فيه، فقال يا ولدي، لم أقل لك لأجل ذلك إلا لأنه ييقى في ذمته، ويجب عليك أن تبين له أو ترده عن ظلمه.

ورأيت من والدي مرة آخرى أنه جاء إليه جماعة وهم من آعيان بلدهم، فحاسبهم على شيء كان عندهم له أو لمن نظره عليهم، فرأيته حقق عليهم الحساب وراجعهم فيه، وريما صاح عليهم في نصفي وتمن ورقا كانوا تركوه من الحساب.

فلما فرغ من الحساب وآن وقت الغداء أرسل اشترى لهم بعشرين درهما تنقرة أكلوه، فلما خرجوا قلت له: يا سيدي، ما هذا؟ تنزعج عليهم على نصفي ونمن ورقا تركوه، وتطعمهم بعشرين درهما نقرة؟ فقال: يا ولدي، أما طعامي لهم فهو خلقي، وأما طلبي لهم بصحة الحساب فهو حقي وفيه غبن للعقول، ولا يجوز لي أن أغشهم وأتركهم على ظلمهم، بل أبين لهم وأردهم إلى الحق.

فلا تعتقد يا ولدي أن الفقير إذا تحدث في شيء من ذلك أن ذلك تعظيما للدنيا عنده. حاشاهم والله من ذلك وقد حكى لي الشيخ عبد العزيز أته كان مرة بمكان وقد نثر على الناس دناني فوقع في حجر فقير جملة كثيرة من تلك الدنانير فرأيته وقد نفضها من توبه ورماها بنفرة قال فلما فرغ حيت إليه فقلت له: لم فعلت هذا؟ فقال: لذتي في رميها أحي إلى من الدنيا وما فيها.

وقد يحتاج أحذهم إلى الفلس وهو يقدر على ملك الأرض، وحكاية الحلاج لما دخل عليه ابن خفيف وقال: كيف تحدك؟ قال: بنعم الله تعالى ظاهرة وباطنة فقال: أسألك عن ثلاث قال: فقل فقلت: الصبر ما هو؟ فنظر إلى الأغلال والقيود فتفككت، ونظر إلى الحائط فانفلق، وإذا نحن على الدحلة فقال: الصبر هذا.

فقلت له فما الفقر؟ فنظر إلى حجارة هناك فصارت ذهبا وفضة وقال لي: الفقر هذا، وإني لأحتال على الفلس للزيت.

فقلت له: فما الفتوة؟ فقال: إلى الغد. فقتل في ذلك النهار.. فلما كان الليل رأيت في المنام وكأن القيامة قد قامت ومناد ينادي: أين الحسين بن منصور الحلاج؟

Shafi 217