============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد لأجل دعوة باد.
الشيخ علي الكردي (1) ومن الأكراد الشيخ علي الكردي صاحب الشيخ أبي الغيث، أخبرني الشيخ عبد العزيز عنه أنه دخل إلى عواحة، قرية من قرى اليمن، فنزل عند الفقراء من أصحاب شيخه، فأحضروا له لبنا وخبز ذرة، فقال الشيخ على لخادمه: أطعمه للكلاب، فقال الفقراء: يا شيخ علي، تطعم طعامنا للكلاب؟ ما هذا بالفقير؟ فقال لهم: أنا ما ذممت
طعامكم، وأنتم أتيتموني به لأتصرف فيه فأطعمته خلا من خلق الله تعالى محتاجين إليه.
وكان هذا الشيخ على مدى الأيام يأكل الطيبات ويشم الروائح الطيبة ويلبس الناعم، وكان له حال حليل، والحقائق لا ينظر فيها إلى التقشف ولا إلى التناعم، ولكن ينظر إلى المحل عند الله تعالى والاختصاص، فلم يزدد بذلك القول إلا أنهم كلموه وآلموه فقال لهم: أنا هذا، ما هو طعامي، أنا رجل مدلل على ربي، فقالوا له ما هكذا كانت الفقراء؟ وكلموه على عادة من لا يعرف هذا المقام، فغضب وقال: يا عواجة احترقي، فطلعت النار وأحرقت البلد، وما نجا الناس إلا بالخروج منها.
وقيل آنه خرج فجأه فقير بدوي من أصحاب شيخه، فعزم عليه وأتى له بشيء يوافقه وجلس يغني له فقال: هذه عادتي مع الله تعالى، ثم قال له: أنا وصلت إلى قلبي يد وما يصل إلى قلبي إلا يد الشيخ أبي الغيث، لعل الفقراء راحوا إليه، أقوم ألحق رمتي، فقام وجاء إلى الشيخ فوحد الفقراء عند الشيخ فقال له الشيخ: هكذا تصريفك؟ وتحرق بلاد الفقراء؟ فاستغفر الله تعالى، ووقف في الاستغفار، فقام الفقراء وقالواء يا سيدي، نحن نريد أن يكون باطنه طيبا علينا.
(1) قال الشيخ المناويء هو إمام رقته وزمانه، فريد عصره لا يوصل إلى مكانه، ذا رتبة جل قدرها، ومنزلة سار بالرفعة ذكرها، كان ظاهر الوله يتحكم في أهل دمشق وله عندهم صولة: وله كرامات كثيرة ووقائع بينهم شهيرة.
وانظرة مرآة الزمان (638/8)، وروض الرياحين (480)، والكواكب (433) .
Shafi 212