============================================================
219 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وأعحب من هذا أن الشيخ عبد العزيز ذكر أن فقيرا جاء إلى جماعة فقراء محتمعين في بيت وهم عشرة أنفس، فنزل عندهم، فبقوا أياما لم يفتح هم بشيء، ثم أتاهم شيء فقسموه نصفين، أعطوا للفقير النصف وأخذ العشرة النصف، قال الفقير: فقمت ووقفت في الاستغفار. فقالواء ما بك؟ ومالك؟ فقلت: لأني دخلت عليكم ولست أهلأ للدخول عليكم. فقالواء ولم ذلك؟ قال: لأنكم حعلتم لي نصف ما جاء لكم ولكم النصف، فلو كنت عندكم أهلأ أو فقيرا من جملتكم أعطيتموي نصييا واحدا بحسب القسمة، فقالواء يا فقير، ليس كما زعمت، إنما نحن العشرة واحد وأنت واحد فقلت: وكيف ذلك؟ فقالواء ادغ لنا فاصدا، فأحضروا الفاصد، فربط أذرع الجميع، ومدوا أيديهم وفصدوا واحدا منهم فخرج الدم من أذرع الجميع.
فانظر رحمك الله تعالى إلى صدق هذه الأحوال مع الله تعالى، كيف ظهر أثرها في الصورة الظاهرة؟
وأما ما يتعاطونه فيما بينهم من المواساة فيما في آيديهم ومن يؤثر منهم على نفسه فكثير أخبرني الشيخ عبد العزيز أن شيخا من المشايخ كان له مريدان، أحدهما فقير والآخر غني، وكان أحدهما إذا طبخ في بيته شيئا لا يأكل الآخر حتى يأتيه من بيت أخيه مما طبخوه، فاتفق أن صغار الفقير جاعوا ليلة، ولم يكن عندهم شيء، فعلقوا القدر وجعلوا فيها الماء ليشغلوا الصغار حتى يناموا، فرأى الغي الدخان في بيت الفقير، فقعدوا ينتظرون الطعام حتى يأتيهم، فلم يأهم شيء، فباتوا بلا عشاء، فلما أصبح أخوه الغني أتى عند الشيخ وطالب أخاه الفقير وقال له: بتنا البارحة بلا عشاء ونحن ننتظر الطعام يأي من بيتك فلم يأتنا شيء فقال له الشيخ: لم فعلت ذلك؟ فسكت الفقير، فألزمه الشيخ أن يقول السبب، فذكر السبب، فحلف أخوه الغني بالطلاق أن يقاسمه في جميع ما يملكه من كل نوع حتى قسم النعلين.. هكذا كانت أحوالهم.
وقد رأيت جماعة، وذكرث بعضهم كالشيخ عبد الرحيم بن الشيخ مفرج وغيره ن صحبته.
Shafi 209