177

Wahid Fi Suluk

Nau'ikan

============================================================

187 الوحيد في سلوك أهل التوحيد اليه الشيخ أبو سعيد؟ قال: نعم، قال: الشيخ والله لقد رأيته أخرج رأسه من هذه الحائط، وقال: انظر مريدك، كيف يسيء علي الأدب؟ قال: فقام جمع كبير وجددوا العهد على يد الشيخ برهان الدين.

وقال: والشيخ أبو سعيد له سنين كثيرة ميت، وكان في الفقراء فقير من أصحاب الشيخ برهان الدين، فقال : يا سيدي أشتهي أن أكون في صحبتك، فقال له: مالك في ذلك مصلحة، فقال: يا سيدي، ما يكون لي في صحبتك مصلحة؟ قال: نعم، قال يا سيدي، فكيف ذلك؟ فقال له الشيخ: تنظر منى ما تعتقد أنت أنه مخالف للشرع، أسقط أنا من عينك، وتسقط أنت من عين الله تعالى.

فانظر يا آخي إلى هذا التحقيق من الشيخ والنصيحة للطالب والمعرفة بتوجيهات القلوب، ولأن المريد جعل الشيخ وجهته إلى ربه تعالى، فاعتقاده في شيخه ومحبته فيه إنما هي محبة لله تعالى مع تنزيه البارئ تعالى عن صفات العباد، وإنما نحن نذكر صفات الجزاء كما ورده ديا عبدي استطعمتك فلم تطعمني، استسقيتك فلم تسقني، مرضت فلم تعدني (الم.

وكل ذلك متأول لمن يطعمه لأجله ويسقيه لأجله ويزوره في مرضه لأجله، فكأن الله تعالى هو الججازي لذلك والمقابل عليه، وأضاف كل ما عمله لأجله إلى ذاته العلية، وخاطب عبده بما يعقله من العادة في أمثاله وأبناء جنسه حتى لا يجهل ذلك الوصف في نفسه وفي غيره، والمريد في شيخه كذلك بوجه أخص وطريق أكمل لوقوع العقد اللازم والعهد الملازم والاختصاص الإلهي والطلب لله تعالى مع الإخلاص من غير شائبة، فخشي على الطالب أن يقع في ذلك، بل عرف ذلك معه بالإطلاع والكشف، فإنه تقدم ما يدل على كشف الشيخ حال مريد قبل وروده إلى صلب آبيه وبطن آمه.

وأما ضربه لحمال الدين عينساه فلذلك نظائر في الشرع؛ فالطبيب له أن يقطع بعض الأعضاء لسلامة الحسد والروح، بأن يكون مثلا في الأصبع أكلة فإن تركها أكلت الكفت وإن كانت في الكف إن تركها أكلت الذراع، ومتى لم يقطعها أفسدت (1) رواه مسلم (4/،199).

Shafi 177