============================================================
16 الوحيد في سلوك أهل التوحيد خواطر نفسك، ثم رفعت قدمها ووضع قدمه مكان قدمها فغابا، فعندما رأى نفسه في البرية وإياها، نازعته نفسه، وقال تتملى هذه في هذه البرية، وإذا وصلنا إلى الجبل نتوب، فعندما خطر له هذا الخاطر وقفت وقالت ألم أقل لك؟ استغفر الله تعالى، فاستغفر الله تعالى، وخاف، ثم رجع الخاطر عاوده وقال: لعلها أيضا تشتهى ذلك، فحين خطر له ذلك وقفت وقالت له ويلك، إن الحد الذي حده أبي ثلاث ساعات، وأنت تضيعها هذه الخواطر الفاسدة، فاستغفر الله تعالى، فاستغفر الله تعالى، ثم مشيت فخطر له الخاطر الفاسد فيها، وإذا بغزال في البر فأشارت إليه فجاء إليها، فبصقت عليه فتقطع أو هرى وصار عظاما، ثم قالت: والله العظيم، متى رجع هذا الخاطر يخطر لك لأفعلن بك مثلما فعلت مع هذا الغزال، قال فزال عنه ذلك الخاطر بالكلية، فبينما هو كذلك وإذا بخيامه وأهله وماله وولده، فقالت له: هذه خيامك وجمالك وأهلك ومالك، هات الوداعة التي أودعك واعلم أنك قليل العقل كما قال لك أبي، مستحق القتل لأن أبي نحاك من الموت، وخلاك عند أهله وأكرمك فما راعيت حق الله تعالى، ولا حقه في ابنته، الوجه الآخر أنك تعلم أنه كان بين يديه خمسة وعشرون ذكرا فرسائا، فترك الجميع وأمرني أن آخذك وأوصلك إلى أهلك، وهو رجل عربي، فلو كان يعلم أن لك على طريقا، ما ترك أولاده الرجال وأرسلني معك، ثم بعد ذلك لم تقف مع ذلك حتى قلت في نفسك أتمتع ها، ونروح إلى الجبل ونتوب، واطلعث على ما وسوست به نفسك ووقفت، وقلت لك: بعد الشرط الأول :فما وقفت مع ذلك، حتى قلت في نفسك إنها أيضا تشتهي ذلك، ونسبتني إلى نسبة نفسك، وأخبرتك بما في نفسك، ولم يردعك ذلك حتى نظرت إلى الظبي وما أصابه، وما رجعت إلا رجوع العبد اللغيم، فاستغفر الله تعالى، وأخذت الخاتم أو الفص.
والكلام والألفاظ لا تنحصر في التقدعم والتأخير، فنستغفر الله تعالى من ذلك
Shafi 166