============================================================
139 الوحيد في سلوك أهل التوحيد فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجأ مما قضيت ويسلموا تشليما [النساء: 65].
وقال تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون * وقفينا على آثارهم بعيسى اين مؤتم مصدقا لما بين يدئه من التؤراة وآتيناه الإنجيل فيه هاى ونور ومصدقا لما بئن يديه من التؤراة وهدى ومؤعظة للمتقين* وليحكم أهل الإنحيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأوليك هم الفاسفون) [المائدة: 45 - 47] .
بقدر تبعيتك لنبيك سيدنا محمد ، ودخولك تحت حكمه وتخلقك بخلقه، واتصافك بوصفه، يكون فقرك فازده من ذلك أو انقص، وأكمل أحوال الفقير أن تكون على ماكان عليه رسول الله إلى حين وفاته، فافهم ذلك فهذا هو الفقير حقيقة والله تعالى آعلم، وأما اصطلاح الطائفة الشريفة في الفقر والاتصاف به، فلهم بذلك كلام كثير، وأقوال بحسب وجداهم واتصافهم واستعدادهم، فمن قائل: الفقر الاتصاف بكاك وصفي محمود، والانخلاع عن كل وصف مذموم.
ومن قائل: الفقر وصفك يفوق الأوصاف والحدود، ويتجلى من وراء العقول والعهود، فلا يصفة واصفت، ولا يعرفه عارف، ولا يخاف فيه آمن، ولا يأمن فيه خائف، وكك الأقوال بحسب الوجدان والأحوال والقابلية والاستعداد لتلقى الواردات لما يرد به المراد، والذي وصفوه وتكلموا فيه، وحققوه أن الفقر خلؤ الكفت من المال وخلؤ القلب من الآمال، وهذا أحسن ما قالوه، إلا أن خلو القلب من الآمال لا يحتاج إلى خلو الكف من المال، فقد كان لبعض الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم وسلامه الأموال في أيديهم، ولم تكن في قلوهم كأئوب النبي السيد والسيد سليمان بن داود عليه الصلاة والسلام وعلى آبيه وعلى جميع الآنبياء والمرسلين، والسيد النبي الآمي عليه
أفضل الصلاة والسلام، وكان المهلك للسيد سليمان والخلافة للسيد داود عليهما السلام، فافهم معنى ذلك، ولا تقف مع حظك؛ فهو الذي حجب من آقيم في رتبة من الثتب عن وصوله
Shafi 129