127

Wahid Fi Suluk

Nau'ikan

============================================================

137 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وأنصف وسابق، ولا تتوان ولا تمل أمر نفسك، ولا تنظر إلى من تشبه بالزى والكلام دون الاتصاف بالأعمال، ولا تقك كانوا أولئك، فقد ذكرت لك أهل زمانك ومن رآيناهم واجتمعنا هم وعاشرناهم، ولقد كانوا وهم الآن ممن تعرفهم، ولا يرون نفوسهم في رتبة الأدنى من الناس، بل لا يرون آنفسهم شيئا.

ولا يغرتك ما تعلمه من نفسك من علة حظها ودسائسها في جميم أحوالها، فتعتقد أهم إذا غضبوا كغضبك وإذا رضوا كرضاك فتقيس أحوالهم على أحوالك وأحوال نفسك، فتقع في الإنكار عليهم ولا يعظموا في نفسك فإن هذا دأب المحجوبين والمبعودين عن الله تعالى، فإفم وإن كانوا يغضبون ويتألمون ويرضون، فإن عضتهم ورضاهم لله تعالى، وتألههم مما يؤلم البشرية لا يخرجهم عن ولايتهم، ولا يمنعهم استحقاقهم ولا يحجبهم عن ربهم ل، فإن ذلك جبل في الطباع، قال الله تعالى لنبيه ولقذ نغلم أنك يضيق صذرك بما يقولون * فسبخ بحمد ربك وكن من الساجدين * واغبد ربك حتى ياتيك اليقين} [الححر: 97- 99].

وكان ضيق صدر رسول الله لمخالفتهم لأمر الله تعالى وجحودهم لكتاب الله تعالى وما آتى به عن الله تعالى وتكذيبه، وهو حجة الله تعالى، ولذلك لم يغضب لنفسه، وإنما كان يغضب لله تعالى ولا يقوم لغضبه شيء: فأحسن الظن بأولياء الله تعالى فهم ورثة رسول الله والآخذون عن الله تعالى وإلا فالستلام أولى بك من العطب.

وأعرف أصحابا صحبناهم من آربعين سنة وما فوق ذلك، وما دون ذلك فمتهم من درج بالوفاة، لرحمة الله تعالى، وقضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلأ فيما عاهدوا الله تعالى، وفيما صحبوا به الإخوان، ولم يكن بينهم غل ولا حسد ولا تميز على بعضهم ولا مقاطعة، وسنذكرهم في مواضع أسمائهم وصفاقم وكراماتهم وموداهم وصبرهم واحتمالهم، وقضاء حوائج الناس عندهم، واتخاذهم الراحة هم وحملهم الأذى عنهم مدة عمرهم، وعدم مؤاخذتقم لهم هذا بما رأيته وممن سمعته كذلك.

Shafi 127