============================================================
1 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وأما المتقدمون فقد دؤنث دواوين، وكتبت في ذلك منها ما ذكره الشيخ أبو القاسم من هوازن القشيري في رسالته، والشيخ الإمام أبو طالب المكي في قوته، والغزالي في إحيائه، وغيرهم، وأخبار السالكين والمتوجهين والأولياء والصالحين والمتجردين والمنقطعين والزاهدين والعارفين كثير فلا نرضى بالهوينا ولا نتوقف عن المسير؛ ففضل الله تعالى عميم مستمو مزيد لا ينقطع أبداء فة ن هاوات نفوسهم وعلبا:ها خره السادة الصون ومنهم من لا خرج عن دياره - يعني البلاد التي ولد فيها- وحصل له ما حصل للأولياء وهم جمع كثير لا يحصون لكنه خرج من ديار عاداته ومواطن لذاته ومقر شهواته، وخرق العوائد في نفسه وخرج عن الميل إلى ماله فلم يمل إليه بقلبه، وسوائ وجحد المال بيده آو لم يجده بيده، ونفى العوائد عن نفسه في مأكله ومشربه وملبسه، وأحوال باطنه كأحوال ظاهره في ترك عوائده، كالشيخ أبى موسى التمار -رحمه الله
تعالى-، كان لا يأكل الخبز ولا يشرب الماء إلى أن لقي ربه تعالى، وكانت له أحوال ومواجيد وكشوف، وأخبرني القاضي شرف الدين محمد بن مسلم قاضي عيذاب - وكان له من الصفات وحسن المعتقد هذه الطائفة، وكرم النفس وصحبة الصالحين- آخبرني آنه سأل الشيخ أبا موسى التمار ألا يكون قاضيا فقال: قال لي الشيخ أبو موسى: سمعت قائلا يقول: إن لم يرض بالحالة التي هو عليها وإلا جعلناه رقاصا في بيت الوالي، وأخبري القاضي شرف الدين المذكور رحمه الله تعالى- عن نفسه أنه أقام أربعين سنة يسمع الأذان من السماء قبل سماعه في الأرض، يسمعه كهيئة التأذين بجامع مصر، ومات حاكما ه، ومتى كان القلب خاليا عن الشواغل والعوائد والشهوات النفسانية، والميل والالتفات إلى غير الله تعالى، فلا يضره ماكان في اليد صورة ظاهرة، وقد يكون الظاهر خاليا من ذلك والباطن مشغولا به فلا ينفع خلو الظاهر.
وممن ترك العادة وهو الآن موجود، الشيخ أحمد الناعمي، لم يأكل خبزا ولم
Shafi 118