233

Wafayat al-a'yan wa anba' abna' al-zaman

وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان

Editsa

إحسان عباس

Mai Buga Littafi

دار صادر

Inda aka buga

بيروت

في كتاب خطط مصر: كان لأشهب رياسة في البلد، ومال جزيل، وكان من أنظر أصحاب مالك، ﵁، قال الشافعي رحمه الله تعالى: ما نظرت أحدًا من المصريين مثله لولا طيش فيه، ولم يدرك الشافعي رحمه الله تعالى بمصر من أصحاب مالك، ﵁، سوى اشهب وابن عبد الحكم.
وقال ابن عبد الحكم: سمعت أشهب يدعو على الشافعي بالموت، فذكرت ذلك للشافعي فقال متمثلا (١):
تمنى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى ... تزود لأخرى غيرها فكأن قد قال: فمات الشافعي، فاشترى أشهب من تركته عبدًا، ثم مات اشهب فاشتريت أنا ذلك العبد من تركة أشهب.
وذكره ابن يونس في تاريخه فقال: أشهب القيسي ثم العامري من بني جعدة، يكنى أباعمرو أحد فقهاء مصر وذوي رأيها. ولد سنة أربعين ومائة وتوفي يوم السبت لثمان بقين من شعبان سنة أربع ومائتين، وكان يخضب عنفقته.
وقال محمد بن عاصم المعافري: رأيت في المنام كأن قائلًا يقول: يا محمد، فأجبته، فقال:
ذهب الذين يقال عند فراقهم ... ليت البلاد بأهلها تتصدع قال: وكان أشهب مريضًا، فقلت: ما أخوفني أن يموت أشهب، فمات في مرضه ذلك، والله أعلم.

(١) البيتان ينسبان لعبيد بن الأبرص: وقال الراجكوتي في ذيل السمط: ١٠٤ أنه وجد الشعر في كتاب الاختيارين منسوبًا لمالك بن القين الخزرجي، وانظر أمالي القالي ٢: ٢١٨ والعقد ٤: ٤٤٣ ومروج الذهب ٣: ١٣٦.

1 / 239