251

Amincin Aminci

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‏ - الجزء1

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

ilimin ƙasa
وقد ذكر ابن إسحاق القصة بنحوه كما في تهذيب ابن هشام، قال: وسألت غير واحد من أهل العلم بالشعر عن هذا الرجز فقالوا: بلغنا أن علي بن أبي طالب ارتجز به، فلا ندري أهو قائله أم غيره، وإنما قال ذلك علي ﵁ مطايبة ومباسطة كما هو عادة الجماعة إذا اجتمعوا على عمل، وليس ذلك طعنا.
وأخرج ابن أبي شيبة من مرسل أبي جعفر الخطمي قال: كان رسول الله ﷺ يا بني المسجد وعبد الله بن رواحة يقول:
أفلح من يعالج المساجدا
فيقولها رسول الله ﷺ فيقول ابن رواحة:
يتلو القرآن قائما وقاعدا
فيقولها رسول الله ﷺ.
وفي الصحيح في ذكر بناء المسجد: وكنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي ﷺ فجعل ينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» وقال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن.
وأسند ابن زبالة ويحيى عن مجاهد قال: رآهم رسول الله ﷺ وهم يحملون الحجارة على عمار، وهو يا بني المسجد، فقال: «ما لهم ولعمار؟ يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، وذلك فعل الأشقياء الأشرار» .
وأسند الثاني أيضا عن أم سلمة قالت: كان رسول الله ﷺ وأصحابه يبنون المسجد، فجعل أصحاب النبي ﷺ يحمل كل رجل منهم لبنة لبنة وعمار بن ياسر لبنيتن لبنة عنه ولبنة عن رسول الله ﷺ فقام إليه رسول الله ﷺ فمسح ظهره وقال: «يا ابن سمية لك أجران وللناس أجر، وآخر زادك من الدنيا شربة من لبن، وتقتلك الفئة الباغية» .
وفي الروض للسهيلي: أن معمر بن راشد روى ذلك في جامعه بزيادة في آخره، وهي: فلما قتل يوم صفين دخل عمرو على معاوية ﵄ فزعا فقال: قتل عمار، فقال معاوية: فماذا؟ فقال عمرو: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «تقتله الفئة الباغية» فقال معاوية: دحضت «١» في بولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله من أخرجه.
وروى البيهقي في الدلائل عن عبد الرحمن السلمي أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول لأبيه عمرو: قد قتلنا هذا الرجل، وقد قال رسول الله ﷺ فيه ما قال، قال:
أي رجل؟ قال: عمار بن ياسر، أما تذكر يوم بنى رسول الله ﷺ المسجد؛ فكنا نحمل

(١) دحضت: زلقت.

1 / 255