Wafa Bi Ahwal Mustafa
الوفا بأحوال المصطفى
Bincike
مصطفى عبد القادر عطا
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1408هـ-1988م
Inda aka buga
بيروت / لبنان
عن ابن جريج قال : كنا جلوسا مع عطاء بن أبي رباح في المسجد الحرام فتذاكرنا ابن عباس وفضله ، وعلي بن عبدالله في الطواف خلفه ، فتعجبنا من تمام قامتهما وحسن وجوههما . | قال عطاء : وأين حسنهما من حسن عبدالله بن عباس ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة وأنا في المسجد الحرام طالعا من جبل أبي قبيس إلا تذكرت وجه عبدالله بن عباس ، ولقد رأيتنا جلوسا معه في الحجر إذا أتاه شيخ قديم بدوي من هذيل يعتمد على عصاه ، فسأله عن مسألة فأجابه ، فقال الشيخ لبعض من في المسجد : من هذا الفتى . | قالوا : هذا عبد الله بن عباس بن عبد المطلب . | فقال الشيخ : سبحان الله ، غير حسن عبدالله بن عباس بن عبد المطلب إلى ما أرى . | قال عطاء : سمعت ابن عباس يقول : سمعت أبي يقول : كان عبد المطلب أطول الناس قامة وأحسن الناس وجها ، ما رآه أحد إلا أحبه ، كان له مفرش في الحجر ما يجلس عليه غيره ، ولا يجلس عليه أحد ، وكان الندوي من قريش حرب بن أمية فمن دونه يجلسون دون الفرش ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو غلام لم يبلغ فجلس على الفرش ، فجذبه رجل فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عبد المطلب وذلك بعد ما كف بصره : ما لابني يبكي ؟ | فقالوا : أراد أن يجلس على الفرش فمنعوه . | فقال عبد المطلب : دعوا ابني يجلس عليه ، فإنه يحس من نفسه بشرف ، وأرجو أن يبلغ من الشرف ما لم يبلغه عربي قبله ولا بعده . | قال : ومات عبد المطلب والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن ثمان سنين ، وكان خلف جنازة عبد المطلب يبكي حتى دفن بالحجون . | قال : ودفن عبد المطلب بالحجون . | وإنما أوصى برسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب ؛ لأن أبا طالب وعبدالله كانا أخوين لأم ، وقد كان الزبير لأمهما ، غير أن في سبب تقديم أبي طالب ثلاثة أقوال : | أحدها : وصية عبد المطلب إليه . | والثاني : أنهما اقترعا فخرجت القرعة لأبي طالب . | والثالث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختاره . |
2 ( الباب السادس والثلاثون | في ذكر كفالة أبي طالب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ) 2
عن ابن عباس قال : لما توفي عبد المطلب قبض أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فكان يكون معه وكان أبو طالب لا مال له ، إن كان يحبه حبا شديدا لا يحبه ولده ، وكان لا ينام إلا إلى جنبه ، ويخرج فيخرج معه وصب به أبو طالب صبابة لم يصب مثلها بشيء قط ، وقد كان يخصه بالطعام ، وإذا أكل عيال أبي طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا ، وإذا أكل معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شبعوا ، فكان إذا أراد أن يغذيهم قال : كما أنتم حتى يحضر ابني ، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهم ، فكانوا يفضلون من طعامهم ، وإذا لم يكن معهم لم يشبعوا فيقول أبو طالب : إنك لمبارك | وكان الصبيان يصبحون رمصا شعثا ويصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم دهينا كحيلا .
عن عمرو بن سعيد قال : كان أبو طالب يلقي له وسادة يقعد عليها ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام يقعد عليها فقال أبو طالب : وآلهة ربيعة إن ابن أخي ليحس بنعيم .
Shafi 127