Wafa Bi Ahwal Mustafa
الوفا بأحوال المصطفى
Bincike
مصطفى عبد القادر عطا
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1408هـ-1988م
Inda aka buga
بيروت / لبنان
قريش وكتبوا كتابا تعاقدوا فيه ألا ينكحوا إلى بني هاشم وبني المطلب ولا ينكحوهم ، ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم . | وكان ذلك في سنة سبع من النبوة . | وعلقوا ذلك الكتاب في جوف الكعبة توكيدا للأمر . | فلما فعلوا ذلك انحاز بنو هاشم ، وبنو المطلب إلى أبي طالب فدخلوا عليه في شعبه ، وخرج منهم أبو لهب وظاهر المشركين . | فأقاموا على ذلك ثلاث سنين وقطعوا الميرة والمادة عنهم ، فكانوا لا يخرجون إلا من موسم إلى موسم ، حتى بلغهم الجهد . | وكان هشام بن عمرو بن ربيعة يدخل إليهم أحمال طعام ويكتم ذلك . | ثم نقض حكم الصحيفة المكتوبة ، وفي سبب نقضه قولان : | أحدهما : أن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على أمر صحيفتهم ، وأن الأرضة قد أكلت ما كان فيها من جور وظلم ، وبقي ما كان من ذكر الله ، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طالب ، فقال أبو طالب : أحق ما تخبرني به يا بن أخي ؟ | قال : نعم والله يا عم . | فذكر ذلك أبو طالب لأخويه ، وقال : والله ما كذبني قط . | قالوا : فما ترى ؟ | قال : أرى أن تلبسوا أحسن ثيابكم وتخرجوا إلى قريش فنذكر لهم ذلك من قبل أن يبلغهم الخبر . | فخرجوا حتى دخلوا المسجد ، فقال أبو طالب : إنا قد جئنا في أمر فأجيبوا فيه ، قالوا : مرحبا بكم وأهلا . | قال : إن ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني قط أن الله تعالى سلط على صحيفتكم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم ، وبقي فيها كل ما ذكر به الله تعالى ، فإن كان ابن أخي صادقا نزعتم عن سوء رأيكم ، وإن كان كاذبا دفعته إليكم فقتلتموه أو استحييتموه إن شئتم . | قالوا : قد أنصفتنا . | فأرسلوا إلى الصحيفة ، فلما فتحوها إذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسقط في أيدي القوم ، ثم نكسوا على رؤوسهم ، فقال أبو طالب : هل تبين لكم أنكم أولى بالظلم والقطيعة . | فلم يراجعه أحد منهم . ثم انصرفوا . | رواه محمد بن سعد عن أشياخ له . | والثاني : أن هشام بن عمرو بن الحارث العمري مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال : يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء ، وأخوالك حيث قد علمت لا يبتاعون ولا يبتاع منهم ، ولا ينكحون ولا ينكح إليهم أما إني أحلف بالله لو كان أخوال أبي الحكم بن هشام ، ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبدا . | قال : ويحك يا هشام ، فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد ، والله لو كان معي آخر لقمت في نقضها . | قال : قد وجدت رجلا . | قال : من هو ؟ | قال : أنا . | قال : ابغنا ثالثا . | فذهب إلى المطعم بن عدي ، فقال له : يا مطعم ، أرضيت أن تهلك بطنان من بني عبد مناف ، وأنت موافق لقريش في ذلك | قال : ويحك ماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد . | قال : قد وجدت ثالثا . | قال : من هو ؟ | قال : زهير بن أمية . | قال : ابغنا رابعا . | فذهب إلى أبي البختري بن هشام فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدي ، فقال : وهل من أحد يعين على هذا ؟ | قال : نعم ، زهير ، والمطعم ، وأنا معك . | قال : ابغنا خامسا . | فذهب إلى زمعة بن الأسود فكلمه . فقال : وهل على هذا الأمر أحد ؟ | قال : نعم . فسمى له القوم . | فاتعدوا واجتمعوا ، وتعاهدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها . | فغدا زهير فطاف ثم قال : يا أهل مكة ، إنا نأكل الطعام ، ونشرب الشراب ، ونلبس الثياب ، وبنو هاشم هلكى ، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة . | فقال أبو جهل : كذبت والله لا تشق . | فقال زمعة : أنت والله أكذب ، ما رضينا كتابتها حين كتبت . | فقال أبو البختري : صدق زمعة ، لا نرضى ما كتب فيها ولا نقر به . | فقال : المطعم : صدقتما وكذب من قال غير ذلك ، نبرأ إلى الله منها ومما كتب فيها . | وقال هشام بن عمرو نحوا من ذلك . | فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل وتشوور فيه بغير هذا المكان . | فقام مطعم إلى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها إلا ما كان من ( باسمك اللهم ) . | وكان كاتبها منصور بن عكرمة بن هاشم فشلت يده .
Shafi 200