فقال: لم يزل باقيا نحو نصف ساعة من الوقت. أفلأجل نصف ساعة تضيعون حقائق وحقوقا!
وجعل يصيح. فاقترح بعضهم أن تتوقف الجلسة نحو نصف ساعة هدنة. فتوقفت . وسرى بين الجمهور لغط شديد في ماذا عسى أن تكون هذه المعلومات التي ينتظرها فوزي باشا؟ وتضاربت الأقاويل بشأنها، واضطرب الزعماء من الجانبين. وأما فوزي باشا فرؤي يهامس رسلا من قبله فيذهبون إلى المحطة.
انقضت الساعة أو وصل القطار الذي كان ينتظره فوزي باشا. وانعقدت الجلسة ثانية ولم يكن فوزي باشا فيها. وحدث الاقتراع فاقترعوا على إلغاء الخلافة، وتقرر إلغاؤها. كما تقرر طرد جميع آل عثمان من رجال ونساء إلى خارج البلاد في خلال عشرة أيام على الأكثر. أما المنسوبون إلى أمهات من آل عثمان لا إلى الأمراء فلم يعودوا من آل عثمان الذين جردوا أيضا من صفة الوطنية التركية وحرموا من التصرف في أملاكهم الموجودة في تركيا. والذين تركوا الملك منهم تنتقل جميع أملاكهم إلى الخزينة.
وجميع قصور وسرايات وأملاك السلطنة الملغاة، وكل ما فيها من مفروشات ولوحات مصورة وآثار الفنون الجميلة وسائر الأموال، صارت ملكا للأمة.
وقد وافق حزب الشعب في ذلك اليوم بأكثرية عظيمة على جميع ما تقدم من الأمور.
وعقد الحزب جلسة ثالثة، قرر فيها: فصل رئاسة أركان الحرب عن الوزارة، وفصل وزارة الأمور الشرعية عن الحكومة. فاعترض على هذا القرار الأخير كل من الشيخ عبد الله عزمي والشيخ موسى كاظم، فخطب رجب بك نائب كوتاهية مسفها رأيهما ومثبتا أن قرار الحزب في هذه المسألة هو الصواب. وعلى ذلك تقرر إلغاء وزارة الأمور الشرعية والأوقاف أيضا.
الفصل الخامس عشر
البعث
ترى ماذا جرى للرسول الذي كان قادما إلى أنقرة ومعه المعلومات الخطيرة الشأن التي تبرئ الأمراء من التهم التي بنى عليها الكماليون حججهم في إلغاء الخلافة؟
تجد بيان ذلك في هذا الفصل العجيب.
Shafi da ba'a sani ba