وهذه القصيدة - التي ينظمها شاعر رومانطيقي - هي في جملتها كلاسيكية الصورة
13
وهذا الذي يجيب خصومه بهذا الجواب المفحم لا يتردد عند الموازنة في الاعتراف بحسناتهم كأنما هي جزء من نفسه ما دامت قد نالت استحسانه، ويرفض فكرة الحفاوة به في «جمعية المصباح الخافت» قائلا: إنه لا يستحق مثل هذه الحفاوة ولا التعريف به للأدباء الغربيين وهو لم يسد بعد للأدب العربي ما أسداه مثل توماس هاردي بتأليفه «العواهل» (Ihe Dynasts)
إلى الأدب الإنجليزي بل إلى عالم الأدب والإنسانية، وهكذا يثبت «أبو شادي» إخلاصه الفني، وجدارة شعره بالعناية والدرس والإجلال.
وصفوة القول أنه ليس بالغنم القليل للأدب العصري أن يظهر فيه شاعر منجب خلاق يتدفق شاعرية ذو عقيدة قوية، وقد شمل شعره السخي المليء بأفانين الجمال وطرف الأدب كل ما وقع تحت بصره، واهتزت له نفسه، وكل ما تاق له وجدانه وتخيلته روحه المتسامية؛ فتغنى بالطبيعة، والفضيلة، وبالخير، والإنسانية العالية كما تغنى بحب بلاده، وبزرعها، وضرعها، وبأزهارها، وشمسها ونيلها السعيد ، كل ذلك في بيان عذب، وموسيقية ساحرة، وجدة رائعة لا أثر للتقليد فيها، مع غيرة صادقة على تراث أجداده، وفي مقدمته لغته العزيزة التي يرى في خدمتها المتواصلة وفي التقدم بها إكرامها، حينما يقنع الأدعياء الصاخبون بالوقوف بها، وباقتسام فضلات الموتى!!
فدراسة «أبي شادي» الشاعر تجمع في الواقع بين دراسة شاعرية قوية متأججة وشخصية إنسانية ممتازة، وكلتاهما ثائرة الطبع برغم تفاؤلها، واسعة الأفق، عالمية الروح، وإن انتسبت أصلا إلى هذا الوطن وأخلصت له الحب. (2) الجمال الساحر
14
حسن هذا الخد إن قيس به
كل حسن كان عنه قاصرا
كم شموس قد خبت أضواؤها
Shafi da ba'a sani ba