17

Sanin Kai

الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل

Nau'ikan

3

يفترض الكثير من الناس أن الوعي وتجربة الذات متلازمان دائما، ولكن من الواضح أنه في تلك اللحظات التي يفيد فيها الناس بالانفصال عن الذات، يظل الوعي حاضرا بالكامل. وكما يوضح مايكل بولان في كتابه «كيف تغير عقلك» عن نتائج البحث العلمي على عقاقير الهلوسة:

كلما زاد الانخفاض في تدفق الدم واستهلاك الأكسجين في شبكة النمط الافتراضي، زاد احتمال قيام المتطوع بالإفادة بفقدان الإحساس بالذات. ... تشير تجربة عقاقير الهلوسة ل «عدم الازدواجية» إلى أن الوعي ينجو من اختفاء الذات، وأن الذات ليست لا غنى عنها بقدر ما نرغب - وبقدر ما ترغب هي نفسها - في الاعتقاد.

4

تعمل عقاقير الهلوسة أيضا على كبح التواصل بين الخلايا العصبية في مناطق أخرى خارج شبكة النمط الافتراضي، مما يجعل النشاط في المخ أقل انفصالا بشكل عام. يناقش إرين برودوين، وهو صحفي في مجال العلوم، أبحاث روبين كارهارت-هاريس، الذي يجري دراسات التصوير في إمبريال كوليدج لندن حول تأثير عقار الهلوسة إل إس دي على الدماغ:

يقول كارهارت-هاريس: «إن انفصال هذه الشبكات يتداعى، وبدلا من ذلك ترى دماغا أكثر تكاملا أو توحدا». قد يساعد هذا التغيير في تفسير سبب إنتاج العقار [إل إس دي] لحالة مغايرة من الوعي أيضا . ... يبدو أن الحواجز بين الشعور بالذات والشعور بالتواصل مع البيئة الشخصية تذوب.

5

ومن المثير للاهتمام أن أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص الذين يتناولون عقاقير هلوسة يكونون في مثل هذه الحالات المغايرة؛ هو أن هذه الفئة من العقاقير يمكنها أيضا تعطيل عمليات الربط. ويبدو من المحتمل أن هذا أيضا يسهم في إيقاف شعور المرء بأنه ذات، متمايزة ومنفصلة عن العالم. يشير بولان إلى أن «إحساسنا بالفردية والانفصالية يعتمد على ذات لها حدود وترسيم واضح للحدود بين ما هو نحن وبقية العالم. ولكن كل ذلك قد يكون بناء عقليا، أو نوعا من الوهم».

6

يصف برودوين تجربة أحد المشاركين في دراسة في جامعة جونز هوبكنز حول الآثار العلاجية لسيلوسيبين على المرضى الذين يعانون السرطان والقلق المرتبط به قائلا: «لبضع ساعات، يتذكر الشعور بالراحة؛ كان مستريحا، ويشعر بالفضول، ويقظا في الوقت نفسه. ... ولكن الأهم من كل شيء أنه لم يعد يشعر بالوحدة. لقد قال: «إن مفهوم «أنت» بأكمله يتحول بشكل ما إلى حضور خارج إطار الزمان وبلا شكل محدد»».

Shafi da ba'a sani ba