قال صاحبه: نعم، إن شئت فاصحبني إلى الأمين؛ فإنه يتلو علينا هذا القول الذي يتنزل عليه من السماء.
ويقبل أبو جهل ذات صباح على نادي قومه في المسجد، فيقول وهو يضحك ملء شدقيه
170
ويضرب فخذه بيده: يا معشر قريش، اغدوا إن شئتم على منظر عجب، إن ابن الخاتنة قد صبأ، وإنا محرقوه بالنار قبل أن ينتصف النهار.
11
أقبل مسعود بن غافل مع الحجيج من هذيل، فنزل في مكة على عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وكان بينهما صهر، فأقام مسعود عند أصهاره حتى انقضى الموسم، فلما هم بالرجوع إلى موطنه من أرض هذيل قال لمضيفه: ألست ترى أن عهدك بأرض هذيل بعيد، وأن لك عندنا ابنة لها عليك بعض الحق، وأن لابنتك هذه ابنة ليس حقها عليك بأقل من حق أمها؟
قال عبد بن الحارث: صدقت، إن عهدي بأرض هذيل لبعيد، وإن لابنتي هاتين علي لحقا عظيما، ولكنك تعلم أن تلك الحرب قد أفسدت ما بيننا وبين قيس من الأسباب. ومع أن تلك الحرب قد وضعت أوزارها
171
وجعلت أمورنا تستقيم قليلا قليلا، فإن قريشا لا تطرق نجدا إلا متحفظة محتاطة.
قال مسعود: ماذا تقول؟ إنكم معشر قريش أهل الحرم وحماة البيت، يأمن فيكم الخائف، ويأوي إليكم الضائع، ويجد الملهوف عندكم معونة وغوثا، فما ينبغي أن تكون الأرض كلها إلا حرما لكم تأمنون فيه من خوف، ولا تعدو عليكم فيه العاديات.
Shafi da ba'a sani ba