قالت أم أمية: فاجعلها لي خادما إذن.
قال خلف، وهو يضحك: هيهات! ليست خدمتك ذلة لها أم أمية.
قالت أم أمية: اجعلها لي خادما وسترى كيف أذيقها الذل.
قال خلف: قد فعلت، على أن تقيم في ضيعتنا هذه بالسراة، وعلى ألا تطأ الحرم ولا تدخل مكة؛ فإن رب هذا البيت قد رد هؤلاء الناس عن الحرم، وما أريد أن أخالف عن أمره ولا أن أوطئها الحرم، حتى ولو كانت أمة خادما، ولكني سأرعيها الإبل والشاء فيمن يرعى الإبل والشاء من عبيدنا وإمائنا.
قالت أم أمية: ما أجدرك أن تسود في قريش!
وكان لخلف غلام من مولدي الحبشة يقال له رباح قد نيف على العشرين، وكان ذكيا صناع اليد، حازم الرأي، قد أرضى سيده حتى أعتقه وجعله قيما
124
على ضيعته تلك في السراة. فلما أصبح خلف دعا إليه مولاه، وقال وهو يبتسم: إيه يا رباح! هذه أميرة من أمرائكم قد جلبت إلينا أمس، وقد علمت ما كان من قومك، وإني قد أزمعت
125
أن أرعيها الإبل والشاء، فهل أكلها إليك لتذيقها من الذل والهون ما أرى أنها أهل له؟!
Shafi da ba'a sani ba