222

Wabil Sayyib

الوابل الصيب - الكتاب العربي

Bincike

عبد الرحمن بن حسن بن قائد

Mai Buga Littafi

دار عطاءات العلم (الرياض)

Lambar Fassara

الخامسة

Shekarar Bugawa

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Inda aka buga

دار ابن حزم (بيروت)

اذْكُر الله تعالى تحت كل شجرةٍ ومَدَرَةٍ، فقال: زدني، فقال: اذكر الله تعالى حتى يحسبك الناس من ذِكْر الله تعالى مَجْنُونًا. قال: وكان أبو مسلم يكثر ذكر الله تعالى، فرآه رجل وهو يذكر الله تعالى، فقال: أمجنون صاحبكم هذا؟ فسمعه أبو مسلم فقال: ليس هذا بالجنون يا ابن أخي، ولكن هذا دواء الجنون! (^١). السادسة والأربعون: أن في القلب قسوةً لا يُذِيبها إلّا ذكر الله تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى. وذَكَر حماد بن زيد، عن المُعَلَّى بن زياد، أن رجلًا قال للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوة قلبي، قال: أَذِبْهُ بالذِّكر (^٢). وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة (^٣) اشتدت به القسوة، فإذا ذكر اللهَ تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار، فما أُذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله ﷿. السابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه،

(^١) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٢/ ٥٨٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٧/ ٢٠٨). (^٢) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" (٢٦٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٢/ ٥٨٨). وفي رواية عبد الله: "أَدْنِه من الذكر. أي: ممّن يذكُر". وعند البيهقي -كما في المطبوعة-: "أدِّبْه بالذكر"، وفي رواية "أدِّبْه من الذكر"، وذكر المحقّق أنّ في إحدى النسخ: "أدْنيه". (^٣) (ت): "العلّة"، وفي (ق): "القسوة".

1 / 171