Usul Fi Nahw
الأصول في النحو
Editsa
عبد الحسين الفتلي
Mai Buga Littafi
مؤسسة الرسالة
Inda aka buga
لبنان - بيروت
ما ضرك، أي: لو ضربت عبد الله وزيد في هذه الحال، فكأنه قال: ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر هذا أمره ما نَفَدِتْ كلمات الله وتقول: إن زيدًا منطلق وعمرًا فتعطف على زيد وتستغني بخبر الأول، إذ كان الثاني في مثل حاله، قال رؤبة:
إنَّ الرَّبيعَ الجود والخريفا ... يدا أبي العباس والصيوفا١
أراد: وإن الصيوف يدا أبي العباس فاكتفى بخبر الأول.
ولك أن ترفع على الموضع، لأن موضع إن الابتداء فتقول: إن زيدا منطلق وعمرو، لأن الموضع للابتداء، وإنما دخلت إن مؤكدة للكلام. وتقول: إن قومك فيها أجمعون. وإن قومك فيها كلهم ففي "فيها" اسم مضمر مرفوع كالذي يكون في الفعل/ ٢٨١ إذا قلت: إن قومك ينطلقون أجمعون، فإذا قلت: إن زيدًا فيها، وإن زيدًا يقول ذلك، ثم قلت: نفسه. فالنصب أحسن. فإذا أردت حمله على المضمر قلت: إن زيدًا يقول ذاك هو نفسه، فإذا قلت: إن زيدا منطلق لا عمرو، فتفسيره كتفسيره مع الواو في النصب والرفع وذلك قولك: إن زيدًا منطلق لا عمرًا، وإن زيدًا منطلق لا عمرو، ولكن بمنزلة إن وتقول: إن زيدا فيها لا بل عمرو، وإن شئت نصبت و"لا بل" تجري مجرى الواو ولا تقول: إن زيدًا منطلق العاقل اللبيب، إذا جعلته صفة لزيد، ويجوز أن تقول: إن زيدًا منطلق العاقل اللبيب فترفع.
١ من شواهد سيبويه ١/ ٢٨٥، على العطف على اسم أن بالنصب. والجواد: بفتح الجيم وسكون الواو: المطر الغزير.
مدح الشاعر: عبد الله السفاح، وأراد بالربيع والخريف والصيوف: أمطارهن. وفي هذا الرجز عكس التشبيه. والأصل أن يدي أبي العباس الربيع والخريف والصيوف. وانظر المقتضب ٤/ ١١١، وشرح السيرافي ٣/ ١٠، والتصريح ١/ ٢٢٦، والعيني ١/ ٢٦١، وديوان رؤبة/ ١٧٩. وذكر هناك على أنه مما نسب إليه مع بيتين آخرين من الرجز، والهمع ٢/ ١٤٤.
1 / 250