بأصحابنا١، إلا أنه أحيانا أخرى يستعمل اصطلاحات الكوفيين، كالنسق، والمكني، والجحد، والصفة، والمفسر، وما لم يسم فاعله٢.
ولعل مرجع ذلك إلى ما ذكره المترجمون له من أنه عول على مسائل الكوفيين، وخالف أصول البصريين في مسائل كثيرة٣.
كتاب الأصول:
كانت لكتاب الأصول في النحو منزلة خاصة في نفوس النحاة وفي تاريخ النحو العربي، ولآرائه أهمية كبرى كتب لها من الذيوع والانتشار بين الدارسين ما لم يكتب إلا لقلة نادرة من المصنفات النحوية، مثل كتاب سيبويه والمقتضب لأبي العباس المبرد والتصريف لأبي عثمان المازني، فهذا العمل البارع الذي قام به أبو بكر بن السراج في القرن الثالث الهجري، فجمع فيه أبواب النحو والصرف لقي إقبالا وإعجابا من معظم دارسي العربية، فقد جمع ابن السراج أصول العربية وأخذ مسائل سيبويه ورتبها أحسن ترتيب٤ في كتاب أصبح المرجع إليه عند اضطراب النقل واختلافه٥ وهو غاية في الشرف والفائدة٦، فقد اختصر فيه أصول العربية، وجمع مقاييسها٧، ونظر في دقائق سيبويه، وعول على مسائل الأخفش والكوفيين وخالف أصول البصريين في مسائل كثيرة حتى قيل: ما زال النحو مجنونا حتى عقله ابن السراج بأصوله٨.
_________
١ انظر الأصول ١/ ٤٨٤.
٢ انظر الأصول ٢/ ٢٩٦، و٢/ ١٩٨ و١/ ١٩٢ و١/ ٢٨٩. و١/ ١٩٤، و٢/ ٣٠٠، و٢/ ١٩١، و١/ ٢١، و٢٧٩، و٢/ ٢٠٣.
٣ انظر معجم الأدباء ١٨/ ١٩٨.
٤ نزهة الألباء/ ٦٩.
٥ معجم الأدباء ١٨/ ٢٠٠.
٦ طبقات الزبيدي/ ١٢٢.
٧ طبقات الزبيدي/ ١٢٢.
٨ معجم الأدباء ١٨/ ١٩٨.
1 / 21