وقولنا نريد معرفة الله تبارك وتعالى معناه تحديدا(1):
1. نريد معرفة صفات الكمال التي تليق به وبأفعاله؛ ونريد معرفة صفات النقص التي لا تليق به ولا بأفعاله؛ ونريد أن تكون هذه معرفة إقرار، وتصديق، واطمئنان: أي نريد أن نعلم " أن لا إله إلا الله". ذلك أن معنى الألوهية على الراجح في كلمة التوحيد هو " الذات المستجمع لصفات الكمال، المنزه عن كل نقص ". فمعرفة "أن لا إله إلا الله" معناها معرفة أن الله تعالى ذات له كل صفات الكمال، ومنزه عن كل صفات النقص؛ ومعرفة أنه لا يوجد ذات أخرى له صفات الألوهية.
2. ثم من بعد ذلك نرى موقعنا من صفات الله تعالى. فإذا عرفناه عالما لا يخفى عليه شيء، وقادرا لا يعجزه شيء، فإننا سنعرف أننا محاطون به لا مفر لنا، ولا مخرج لنا من ملكه. وإذا عرفنا أفعاله تعالى فينا، نحو: كونه رازقنا، وراحمنا، ومصلح أمورنا، وغيرها فسنعلم حقه تعالى علينا، ووظيفتنا نحوه.
وسيقسم هذا الجزء إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يبحث فيه وجوب معرفة الله جل جلاله. مع إشارة إلى مراتبها وإلى الطريق إليها.
القسم الثاني: يتم فيه البحث في معرفة الله تعالى، وهو بدوره سيقسم إلى بابين:
باب يتم فيه البحث في صفات ذات الله سبحانه وتعالى.
وباب يتم فيه البحث في أفعاله تعالى.
القسم الثالث: وهو قسم الآيات المتشابهة.
ومن الله نستمد العصمة.
Shafi 8