Bincikenka na kwanan nan zai bayyana a nan
أما الزمن الذي يقع فيه العوض منه تعالى؛ فقد يكون في الدنيا، وقد يكون في الآخرة؛ وقد يكون العبد مستحقا عوضا فيهما معا والله أعلم بالمصلحة. { خلق الإنسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون } (الأنبياء: 37).
ذكرنا في صفات أفعاله تعالى صفة الرزاق. بمعنى أنه تعالى هو الذي يرزق الناس. وهذه الصفة من الصفات التي لم يحسن أغلب الناس فهمها. وما يلي توضيح موجز للموضوع.
الرزق هو المنفعة؛ وعندما نقول إن الله تعالى هو الرزاق فإننا نعني بذلك أحد المعاني التالية:
الأول: المعنى الأول أنه تعالى خالق المنافع. وهذا تكرر في القرآن الكريم كثيرا نحو قوله تعالى { هل من خالق غير الله يرزقكم } (فاطر: 3).
الثاني: المعنى الثاني أنه تعالى قد أباح لنا الانتفاع بما خلق لنا من الطيبات. ذلك أن الله تعالى خلق الكون وما فيه. والعقل يحكم بأنه لا يجوز لأحد أن يتصرف في ملك غيره إلا برضاه وإذنه. لذا فإن الانتفاع بكل ما في هذا الكون مرهون برضا الله تعالى.
ومعرفتنا برضا الله تعالى تكون من وجهين: الأول هو العقل، والثاني هو الشرع.
أما العقل؛ فلأننا نعلم أنه تعالى خلقنا ولنا حاجات. ولايتصور في حكمته تعالى أن يخلقنا ذوي حاجات، ويخلق ما يشبع هذه الحاجات ثم يمنعها عنا. فنعلم أنه تعالى أحل لنا الانتفاع مما خلقه. كما نعلم أنه تعالى لا يرضى بالظلم والتعدي، فنعلم أنه تعالى لا يبيح لنا أن ننتفع بما أخذناه عدوانا.
Shafi 104