Ustura Wa Turath

Sayyid Qimni d. 1443 AH
147

Ustura Wa Turath

الأسطورة والتراث

Nau'ikan

هذا أمر، أما الرواية القرآنية الكريمة عن الطوفان فأمر آخر، فالنبي «نوح» فيها (عليه السلام)، نبي كريم كمحمد

صلى الله عليه وسلم ، أرسله الله تعالى لهداية قومه، فكانوا كأهل الجاهلية، في تكذيبهم وجحودهم لدعوة الإسلام الكريمة، ولما كان دعاء النبي مستجابا، فقد دعا نوح (عليه السلام) على قومه بالفناء، فاستجاب له مجيب الدعاء وأرسل عليهم الطوفان، وهو ما تقوله الآيات الكريمة:

وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا (نوح: 26).

وكانت قصة النبي نوح (عليه السلام) كغيرها من قصص الأنبياء، والقرى الكافرة بالنبوات، عبرة لمن عارضوا دعوة المصطفى

صلى الله عليه وسلم

وتحذيرا مبطنا ووعيدا، ومثال ذلك:

وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح . (الحج: 42)

وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية . (الفرقان: 37)

كذبت قبلهم قوم نوح . (ق: 12؛ ص: 12؛ القمر: 9؛ غافر: 5)

أما ما جاء في كتب الأخبار، فلعل أهمه وأجدره بداية بالتسجيل والتدبر، ما جاء عن قوم «نوح» وقوم محمد (عليه الصلاة والسلام)، تذكرة بمصير من سبق وكذبوا، في قول الشيخ «الحافظ ابن كثير»: «وقد أنكرت طائفة من جهلة الفرس وأهل الهند وقوع الطوفان، واعترف به آخرون منهم، وقالوا: إنما كان بأرض بابل ولم يصل إلينا ... وهذه سفسطة منهم وكفر فظيع، وجهل بليغ، ومكابرة للمحسوسات وتكذيب لرب الأرض والسماء.»

Shafi da ba'a sani ba