وجاء عن النبي: «طوفوا بالبيت واستلموا الركن، فإنه يمين الله في أرضه يصافح بها خلقه»،
69
والركن هو «الركن اليماني»، وذهب وهب إلى أن الركن اليماني ياقوتة من الجنة أنزلت على الصفا،
70
وكان الحجيج يمسحون - عادة - الحجر الأسود والركن اليماني،
71
ولا يزالون.
وظل للقمر دوره واحترامه في الإسلام، بعد أن تحول من «إل» أو الله إلى آية من آيات الله، فوضع فوق المآذن مع النجمة رمزا للزهرة! وظلت الشهور قمرية، والحج قمريا، والصيام قمريا بدويا كامل الجوع، بعكس الصيام الزراعي، كما في صيام العذراء المسيحي، الذي يمنع من تناول الطعام الحيواني، ويقتصر على تناول النبات، بل ظن أكثر الناس أن العلة في صيام الأيام البيض لأن لياليها مقمرة، لولا أن الفقهاء لاحظوا ذلك فقالوا: إن العلة الحقيقية هي أن آدم هبط إلى الأرض مسودا من الذنب، فناداه مناد من السماء أن يصوم ثلاثة أيام هي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من الشهر القمري (وهي الليالي المقمرة تماما)، فعاد أبيض.
72
الحقيقة أنه لا يمكن فهم هذا كله إلا في ضوء عبادة الثالوث القمري، وأن هذه العبادة قد رافقها في أصلها اليمني طقوس جنسية واضحة، وانتقلت من مكي مع «إل» إلى مكة، وظلت عند الجاهليين، وبقيت منها بقايا تشير إليها، في كثير من الطقوس، التي ظلت في شعائر الحج الإسلامية، فيما أبقاه الإسلام من الشعائر الجاهلية، لكن بعد أن نقاها من شوائبها القديمة، وارتقى بها بما يتفق والمقاييس الخلقية الجديدة. (9) «إل» العبري
Shafi da ba'a sani ba