73

Urjanun Jadid

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

Nau'ikan

unique instances ،

37

التي أردت أيضا أن أسميها «الشواهد الشاذة أو غير القياسية»

irregular or heteroclite instances (مستعيرا المصطلح من النحويين)، تلك هي الشواهد التي تكشف عيانيا الأجسام التي تبدو استثنائية فائقة للعادة، ولا تشبه غيرها من الأشياء التي من صنفها، فإذا كانت «شواهد التشابه» يشبه أحدها الآخر، فإن «الشواهد الفريدة» هي «نسيج وحدها»

sui generis ، وفائدة الشواهد الفريدة مماثل لفائدة «الشواهد المتوارية»، وهو أن ترفع الطبيعة وتوحدها بغرض اكتشاف أنواع أو طبائع مشتركة يتعين بعد ذلك أن تحد بواسطة فروق حقيقية، وعلينا ألا نتخلى عن البحث حتى نرد الخصائص والكيفيات الموجودة في تلك الأشياء التي قد تعد من غرائب الطبيعة، نردها ونستوعبها تحت صورة معينة أو قانون محدد، وبذلك يتكشف أن الشذوذ أو الفرادة تعتمد على صورة مشتركة معينة، وأن الغرابة ما هي إلا في الفروق المحددة وفي الدرجة وفي ندرة التضام لا في النوع نفسه، في حين لا تعدو أفكار الناس أن تنعت هذه الأشياء بأنها أسرار الطبيعة أو عجائبها، وبأنها أشياء بلا علة، وأنها شواذ عن القواعد العامة.

من أمثلة الشواهد الفريدة: الشمس والقمر بين النجوم، والمغناطيس بين الأحجار، والزئبق بين المعادن، والفيل بين ذوات الأربع، والإحساس الجنسي بين ضروب اللمس، وحدة الشم عند الكلاب بين ضروب الشم، وكذلك يعد حرف

S

عند النحويين حرفا فريدا لسهولة تضامه مع الحروف الساكنة (الصوامت)، فقد يلتصق بصامتين أحيانا بل بثلاثة، وهو ما لا تحتمله بقية الأحرف، مثل هذه الشواهد ينبغي أن تقدر حق قدرها؛ لأنها ترهف البحث وتنشطه، وتنعش الذهن الذي تبلد بفعل العادة وبفعل المجرى المعهود للأشياء. ••• (29) وبين «شواهد الامتياز» سأضع في المرتبة الثامنة «شواهد الانحراف»

deviant instances ،

38

Shafi da ba'a sani ba