53

Urjanun Jadid

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

Nau'ikan

الأشياء التي تخصب الحقول - مثل الروث بأنواعه والطباشير ورمل البحر والملح وما شابه - لها ميل معين إلى الحرارة. (7)

كل تعفن يشتمل على آثار من حرارة ضعيفة فيه، وإن لم تصل إلى درجة يمكن الإحساس بها باللمس، فلا الأشياء من قبيل اللحم والجبن التي تتعفن وتتحلل إلى كائنات صغيرة،

17

ولا الخشب المعطن الذي يومض في الظلام هي أشياء دافئة للمس، غير أن حرارة الأشياء المتعفنة تتمثل أحيانا في رائحة قوية منفرة. (8)

إذن الدرجة الأولى للحرارة في المواد المدركة كأشياء حارة للمس البشري هي - فيما يبدو - حرارة الحيوانات التي لها نطاق واسع جدا من الدرجات، فالدرجة الدنيا (كما في الحشرات) لا تكاد تدرك باللمس، والدرجة العليا قلما تبلغ درجة حرارة أشعة الشمس في المناطق والمواسم الأشد حرا، وليست من الشدة بحيث لا تحتملها اليد، ولكن يقال عن قنسطنتيوس ونفر آخر من ذوي الجبلة والبنية الجسمية الشديدة اليبوسة، يقال: إنهم كانوا إذا أصابتهم حمى شديدة يسخنون بحيث تكاد اليد التي تلمسهم أن تحترق. (9)

ترتفع حرارة الحيوانات من جراء الحركة والجهد الجسماني، ومن جراء الخمر والأكل ومن الجنس ومن الحميات الحارقة ومن الألم. (10)

عندما تصاب الحيوانات بنوبات الحميات المتقطعة تأخذها في البداية قشعريرة وبرد، ولكن سرعان ما ترتفع حرارتها للغاية، مثلما ترتفع منذ البداية في حالة الحميات الحارقة والمهلكة. (11)

علينا أن نجري مزيدا من البحث في الحرارة المقارنة في مختلف الحيوانات، مثل الأسماك وذوات الأربع والثعابين والطيور، ووفقا للنوع أيضا، مثل: الحرارة عند الأسد والحدأة والإنسان، فالرأي الشائع أن الأسماك هي الأقل حرارة داخليا، وأن الطيور هي الأعلى حرارة، وبخاصة الحمام والصقور والعصافير. (12)

علينا إجراء مزيد من البحث في الحرارة المقارنة في الحيوان نفسه، في مختلف أعضائه وأجزائه، فاللبن والدم والمني متوسط الحرارة، وأقل حرارة من اللحم الخارجي للحيوان أثناء الحركة والتهيج، كذلك لم يقم أحد حتى الآن بالبحث في درجة الحرارة في الدماغ والمعدة والقلب ... إلخ. (13)

في الشتاء والطقس البارد تكون الحيوانات جميعا باردة من الخارج، ولكن يعتقد أنها في الداخل حارة بل أعلى حرارة من المعتاد. (14)

Shafi da ba'a sani ba