52

Urjanun Jadid

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

Nau'ikan

للمثال 27: ثمة تأثيرات كثيرة مشتركة بين الحرارة والبرودة، وإن يكن ذلك بطريقة جد مختلفة، فالصبية يجدون أن الثلج بعد فترة كأنما يحرق أيديهم، والبرد يحفظ اللحم من الفساد بقدر ما تفعل الحرارة، والحرارة تقلص الأجسام مثلما تفعل البرودة، ولكن من الأنسب أن نتناول هذه المسائل وأمثالها في «دراسة البرودة». ••• (13) ثالثا: علينا أن نعرض أمام العقل الأمثلة التي توجد فيها الطبيعة محل البحث بدرجة معينة، قد يتم ذلك بمقارنة زيادتها ونقصانها في الموضوع نفسه، أو بمقارنة مقدارها في موضوعات مختلفة بين موضوع وآخر، فما دامت صورة الشيء هي الشيء عينه، وما دام الشيء لا يختلف عن صورته إلا كما يختلف الظاهر عن الحقيقي وكما يختلف الخارج عن الداخل أو يختلف الشيء كما يتبدى لنا عن الشيء في حقيقته وفي ذاته؛ فإنه يترتب على ذلك بالضرورة أن الطبيعة لا يمكن أن تؤخذ مأخذ الصورة الحقة ما لم تكن تنقص دائما بنقصان الطبيعة المعنية وتزداد بزيادتها؛ لذا أطلق على هذه القائمة «قائمة الدرجات أو قائمة المقارنة».

قائمة 3: قائمة الدرجات أو المقارنة في حالة الحرارة

لذا سأتحدث أولا عن تلك المواد التي لا تتضمن على الإطلاق أي درجة حرارة مدركة باللمس غير أنها تبدو مشتملة على نوع من الحرارة الكامنة ... استعداد للحرارة أو قابلية للحرارة، ثم أنتقل بعد ذلك إلى الأشياء الحارة بالفعل أو الحارة للمس، وأعرض لشدتها ودرجتها. (1)

لا يوجد بين الأجسام الصلبة والملموسة شيء هو حار في طبيعته من الأصل، فلا حجر ولا معدن ولا كبريت ولا متحجر ولا خشب ولا جثة حيوان وجد أنها حارة، والمياه الحارة في الينابيع الطبيعية يبدو أنها تسخن عرضا، سواء بواسطة لهب تحت الأرض أو بواسطة نار كالتي تنفجر من إتنا

Etna

وعدد من الجبال الأخرى، أو باحتكاك أجسام معينة مثل الحرارة المتسببة من ذوبان الحديد والقصدير. ليس ثمة إذن أي درجة من الحرارة الملموسة في المواد الحية، ولكنها تختلف في درجات البرودة، فالخشب ليس في برودة المعدن، غير أن هذا يندرج تحت «قائمة درجات البرودة». (2)

أما بخصوص الحرارة الكامنة وقابلية الاشتعال فنجد الكثير من المواد غير الحية قابلة لذلك بشدة، مثل الكبريت والنافثا والملح الصخري. (3)

الأشياء التي كانت حارة من قبل تظل محتفظة ببقايا كامنة من حرارتها السابقة، مثلما يحتفظ روث الحصان بحرارة الحيوان، ويحتفظ الجير - وربما الرماد أو السخام - بحرارة النار، هكذا تنضح الأجسام المدفونة في روث الحصان بسوائل معينة وتتحلل، وهكذا تنبعث الحرارة في الجير حين ينضح بالماء كما بينت آنفا. (4)

وبين الخضروات ليس ثمة نبات أو جزء من نبات (كالراتنج أو النسغ) وجد أنه حار للمس ، إلا أن الأعشاب الخضراء المخزونة (كما قلنا آنفا) تسخن بالفعل، وبعض الخضروات وجد أنه حار والبعض بارد للمس الداخلي، أي للحلق والمعدة، بل حتى للمس الخارجي بعد فترة معينة (كما في حالة الكمادات والمراهم). (5)

لا شيء وجد حارا للمس البشري من بين أجزاء الحيوانات بعد أن تموت أو تفصل من الجسم، وحتى روث الحصان يفقد حرارته ما لم يحصر ويدفن، ومع ذلك فيبدو أن كل روث به حرارة كامنة كما في عملية تسميد الحقول، كذلك جثث الحيوانات بها حرارة مستترة أو كامنة من هذا النوع، فنجد أن الأرض في المقابر - حيث تتم دفنات كل يوم - تكتسب نوعا من الحرارة الخفية التي تلتهم الجسد الحديث الدفن أسرع كثيرا مما تفعل الأرض النقية، ويقال: إن الناس في الشرق كانوا يعرفون نوعا من القماش اللين الناعم المصنوع من ريش الطيور كان يمكنه صهر الزبد الملفوف فيه بلطف بواسطة دفئه الخاص. (6)

Shafi da ba'a sani ba