237

Unnamed Book

دروس للشيخ صالح بن حميد

Nau'ikan

الماء آية من آيات الله الكونية الحمد لله بارئ البريات وعالم الخفيات، المطلع على الضمائر والنيات، أحمده سبحانه وأشكره، أحاط بكل شيء علمًا، ووسع كل شيء رحمة وحلمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وكل شيء عنده بمقدار، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، خاتم الأنبياء، وأكرم من مشى تحت أديم السماء. اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد نبي الرحمة، وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل من خير أمة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تجددت نعمة بعد نعمة. أما بعد: أيها الناس: أوصيكم ونفسي بتقوى الله ﷿، فاتقوا الله -رحمكم الله- وبادروا آجالكم بأعمالكم، واستعدوا للرحيل فقد جد بكم، فربكم لم يخلقكم عبثًا، ولم يترككم سدىً، فتزودوا من دنياكم ما تحرزون به أنفسكم غدًا، فرحم الله عبدًا اتقى ربه، ونصح نفسه، وقدم توبته، وغلب شهوته، فالأجل مستور، والأمل خادع. أيها المسلمون: آيات الله في الآفاق وفي الأنفس، وفي السماوات وفي الأرض كثيرة يمر عليها الناس وهم عنها معرضون، نعم وآلاء تتوجه إليها البصائر والأبصار في مكنونات هذا الكون، والظواهر والأحوال في تأملات واسعة الآماد، ممتدة من المنشأ حتى المعاد. فالأرض فراش ومهاد، والسماء سقف محفوظ ومرفوع بغير عماد، ظواهر عجيبة في تقلب الليل والنهار، والفلك الدوار، والرياح المرسلة، والأمواج الهادئة والهادرة. سَبْحٌ من التفكر عظيم في هذا الكون الواسع الفسيح. تفكر وتأمل يحيي القلوب، ونظر وتبصر يستجيش العقول في بدائع صنع الله الذي أتقن كل شيء؛ لينظر في آثار الربوبية وليكون التوحيد كله لله.

19 / 2