174

Unnamed Book

دروس للشيخ صالح بن حميد

Nau'ikan

إلى أصحاب المماطلات والمفاوضات نعم، لقد أصابونا في ديننا، ونبينا، وقرآننا، ومقدساتنا، وأنفسنا، وديارنا وإن العقل والمنطق والحكمة يقتضي أن يراجع ذوو الشأن من قومنا هذه المماطلات والمماحكات في المفاوضات، ويعلنوا موقفًا واضحًا من السلام الشامل العادل الذي يعيد المغتصب ويخرج المحتل ويرد المشردين ويخرج المعتقلين لا بد من ربط السلام بالإسلام، فبالله نحلف أنه لن يقوم سلامٌ ما لم يحترم الإسلام ويعرف له قدره في الماضي والحاضر والمستقبل، أما أن يستمر اليهود المحتلون، يحرثون ويزرعون ويمتدون، ويغتصبون تحت وابل القذائف اللفظية العربية الثقيلة التي لا تحرر أرضًا، ولا تعيد حقًا، ولا تحمي طفلًا، ولا تبني بيتًا، ومجلس الأمن الذي يضرب بحق النقض كل ما يعارض مصالح المحتلين، فهذا مالا يمكن أن يحقق سلامًا. ومن جانب آخر فإن الإنصاف يقتضي القول الجازم العاقل أنه لا يمكن أن يكون القتل العشوائي طريقًا للسلام، ولا يكون الاعتداء على غير الغاصبين المحتلين طريقًا للسلام، لكن لابد أن يعلم أن الكبت لابد أن يولد انفجارًا، وأن طمس الحقائق لابد أن يولد عنفًا يجب أن يعي كل عاقل أن هناك حدودًا للقهر والظلم فلا يضيعوا فرص السلام الحقيقي العادل وإن الأمة لتغار على دينها، وتثأر لكرامتها، ولا يمكن أن تكون القضية نهبًا لعمليات الطرح والقسمة على موائد الطامعين واللئام! إنها ليست ورقة باهتة يلقى بها على موائد المفاوضات، إنها قضية كبرى تتمرد على الوقت الذي تحصره كتابة سياسية أو تحليل آلي، إنها بقعة مباركة من أرض الله وديار المسلمين تمتد في تاريخ الأمة الإسلامية جمعاء، وتتصل بجذورها وضمائر أجيالها إنْ قصَّر مسئول أو تقاعس جيل فإن القضية أكبر من ذلك وأكبر، إنه نداء متصل من أجل إنصاف القضية وإقرار العدل على الأرض والشعب والقضية ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران:١٣٨ - ١٤١]. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنة نبيه محمدٍ ﷺ. وأقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إن ربي قريب مجيب.

13 / 8