66

كشف شبهات الصوفية

كشف شبهات الصوفية

Mai Buga Littafi

مكتبة دار العلوم

Inda aka buga

البحيرة (مصر)

Nau'ikan

وتوسلات ابتدعوها لم يشرعها الله ﷿، ولم يستعملها رسوله المصطفى ﵌، ولم ينقل عن سلف هذه الأمة من أصحاب القرون الثلاثة الفاضلة، وأقل ما يقال فيها: إنها مختلف فيها، فما أجدرهم بقوله ﵎: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾ (البقرة:٦١). دفع توهم: حينما ننفي التوسل بجاه النبي ﵌، وجاه غيره من الأنبياء والصالحين فليس ذلك لأننا ننكر أن يكون لهم جاه، أو قدر أو مكانة عند الله، كما أنه ليس ذلك لأننا نبغضهم، وننكر قدرهم ومنزلتهم عند الله، ولا تشعر أفئدتنا بمحبتهم. بل إن كل مخلص منصف ليعلم علم اليقين بأن أتباع سنة النبي ﵌ والحمد لله من أشد الناس حبًا لرسول الله ﵌، ومن أعرفهم بقدره وحقه وفضله ﵌، وبأنه أفضل النبيين، وسيد المرسلين، وخاتمهم وخيرهم، وصاحب اللواء المحمود، والحوض المورود، والشفاعة العظمى، والوسيلة والفضيلة، والمعجزات الباهرات، وبأن الله تعالى نسخ بدينه كل دين، وأنزل عليه سبعًا من المثاني والقرآن العظيم، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس. إلى آخر ما هنالك من فضائله ﵌ ومناقبه التي تبين قدره العظيم، وجاهه المنيف ﵌ تسليمًا كثيرًا. إننا من أول الناس اعترافًا بذلك كله، ولعل منزلته ﵌ عندنا محفوظة أكثر بكثير مما هي محفوظة لدى الآخرين، الذين يدّعون محبته، ويتظاهرون بمعرفة قدره، لأن العبرة في ذلك كله إنما هي في الاتباع له ﵌، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، كما قال ﷾: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (آل عمران:٣١)، وطاعة الله ﷿، واتباع نبيه ﵌ هما أصدق الأدلة على المودة والمحبة الخالصة بخلاف الغلو في التعظيم، والإفراط في الوصف اللذين نهى الله تعالى عنهما، فقال سبحانه: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقِّ﴾ (النساء: ١٧١) كما نهى النبي ﵌ عنهما فقال: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ». (رواه البخاري).

1 / 71