Uwar Garuruwa
أم القرى
Mai Buga Littafi
دار الرائد العربي
Bugun
الثانية
Shekarar Bugawa
١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م
Inda aka buga
لبنان/ بيروت
Nau'ikan
Siyasa da Shari'a
مِنْهُم، إِن انطباعهم على سهولة الانقياد سهلت أَيْضا دُخُول الْفُنُون الدِّينِيَّة المستحدثة عَلَيْهِم؛ ووداعة أَخْلَاقهم تأبى عَلَيْهِم إساءة الظَّن مَا أمكن تحسينه، فبناء عَلَيْهِ حازت هَذِه الْفُنُون التصوفية المستحدثة قبولًا عِنْد عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة الْأَوَّلين فَتَبِعهُمْ الْآخرُونَ.
هَذَا وَحَيْثُ قُلْنَا أَن من خلق المصريين سهولة الانقياد وَلَا سِيمَا للحق، وَكَذَلِكَ عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة الأكراد كلهم أهل نظر وَتَحْقِيق، فَلَا يصعب حمل الشَّافِعِيَّة على النّظر فِي الْبدع الدِّينِيَّة خُصُوصا مَا يتَعَلَّق مِنْهَا بمظنات الشّرك الجالب للمقت والضنك، وَلَا شكّ أَنهم يمثلون أوَامِر الله فِي قَوْله تَعَالَى: إِنَّمَا كَانَ قَول الْمُؤمنِينَ إِذا دعوا إِلَى الله وَرَسُوله ليحكم بَينهم أَن يَقُولُوا سمعنَا وأطعنا وَأُولَئِكَ هم المفلحون﴾ . وَقَوله تَعَالَى: ﴿فَإِن تنازعتم فِي شَيْء فَردُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول إِن كُنْتُم تؤمنون بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر﴾ . وَقَوله تَعَالَى: ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ لما يُحْيِيكُمْ﴾ . وَقَوله تَعَالَى: ﴿اتبعُوا مَا أنزل إِلَيْكُم من ربكُم وَلَا تتبعوا من دونه أَوْلِيَاء﴾ . هَذَا وَكثير من عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة، الأقدمين والمتأخرين، المنتصرون للْمَذْهَب السلَفِي السديد المقاومون للبدع وَالتَّشْدِيد؛ وَالْحق أَن التصوف المتغالى فِيهِ لَا تصح نسبته لمَذْهَب مَخْصُوص
1 / 102