Umm Al-Qura University Journal 19-24
مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤
Nau'ikan
وبناءً على هذه الأقوال اختلفت مواقف الناس في صفة المعية على النحو التالي:
القول الأول: قول أهل السنة والجماعة.
أثبتوا علو الله على خلقه وأنه مستو على عرشه بائن من خلقه وهم بائنون منه وقالوا إن معية الله المقصود منها أن الله عالم بخلقه مطلع عليهم لا يخفى عليه شيء من أمرهم.
«وهم بهذا أثبتوا وآمنوا بجميع ما جاء به الكتاب والسنة، من غير تحريف للكلم عن مواضعه، أثبتوا أن الله فوق سمواته على عرشه؛ بائن من خلقه وهم بائنون منه.
وهو أيضًا مع العباد عمومًا بعلمه، ومع أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد والكفاية، وهو أيضًا قريب مجيب؛ ففي آية النجوى دلالة على أنه عالم بهم» (١) .
وقد رد أهل السنة على زعم من قال إن المراد بها معية الذات وأبطلوا هذا الزعم من وجوه عديدة منها:
أولًا: أن نصوص المعية الواردة في القرآن والسنة دل سياقها على أن المقصود بها معية العلم والإطلاع أو النصرة والتأييد.
ثانيا: أن كلمة (مع) في حال إطلاقها تفيد مطلق المصاحبة ثم إن سياق الكلام يحدد نوع المصاحبة، ونصوص المعية حددت نوعين من المصاحبة هما:
١. معية العلم
٢. معية النصرة والتأييد
ثالثًا: إن جميع علماء السلف وأئمة السنة الذين نقل عنهم تفسير آيات المعية لم يفسروها بمعية الذات فهذا التفسير لم ينقل إلا عن المبتدعة من أهل الكلام
رابعًا: النصوص الشرعية في إثبات علو الله واستوائه على عرشه كثيرة جدًا وتشهد بفساد زعم من قال إن المقصود بالمعية معية الذات.
القول الثاني: من نفى عن الله الوصفين المتقابلين:
وهؤلاء يقولون: ليس فوق العالم شيء، ولا فوق العرش شيء، ويقولون: ليس هو داخلا فيه (أي العالم) ولا خارجًا عنه، ولا حالًا فيه، وليس في مكان من الأمكنة.
(١) مجموع الفتاوى ٥/١٢٦.
1 / 116