Sarakunan Teku a Cikin Jirgin Ruwan Masar
أمراء البحار في الأسطول المصري في
Nau'ikan
كلمة تصدير
مقدمة
نظرة عابرة في تاريخ الأسطول المصري من أقدم العصور حتى اليوم
إسماعيل بك جبل طارق أو الجبل الأخضر
محرم بك
عثمان نور الدين باشا
مصطفى مطوش باشا
الأمير محمد سعيد باشا
حسن الإسكندراني باشا
سفن الأسطول المصري في عصر محمد علي باشا
Shafi da ba'a sani ba
سفن الأسطول المصري في عهد الخديو إسماعيل1
أهم المصطلحات البحرية قديما وحديثا
الرتب البحرية المصرية ومقابلها في الأسطولين البريطاني والفرنسي
ثلاثة اقتراحات ختامية في سبيل إحياء السلاح البحري الملكي المصري
المراجع التاريخية الخاصة بالبحرية المصرية
كلمة تصدير
مقدمة
نظرة عابرة في تاريخ الأسطول المصري من أقدم العصور حتى اليوم
إسماعيل بك جبل طارق أو الجبل الأخضر
محرم بك
Shafi da ba'a sani ba
عثمان نور الدين باشا
مصطفى مطوش باشا
الأمير محمد سعيد باشا
حسن الإسكندراني باشا
سفن الأسطول المصري في عصر محمد علي باشا
سفن الأسطول المصري في عهد الخديو إسماعيل1
أهم المصطلحات البحرية قديما وحديثا
الرتب البحرية المصرية ومقابلها في الأسطولين البريطاني والفرنسي
ثلاثة اقتراحات ختامية في سبيل إحياء السلاح البحري الملكي المصري
المراجع التاريخية الخاصة بالبحرية المصرية
Shafi da ba'a sani ba
أمراء البحار في الأسطول المصري في النصف الأول من القرن التاسع عشر
أمراء البحار في الأسطول المصري في النصف الأول من القرن التاسع عشر
تأليف
جميل خانكي
كلمة تصدير
هذا كتاب يذكرنا بماضي مصر البحري، وما قام به أمراء البحار المصريون في القرن التاسع عشر من جلائل الأعمال، فرفعوا شأن مصر إلى أوج المجد بما كان لها من أسطول عظيم، فحق أن تخلد أسماؤهم.
وحينما أزيح كابوس الاستعمار الذي كان جاثما على صدر مصر الناهضة كان أول خاطر طرأ على سليل أولئك الذين أنشئوا ذلكم الأسطول المجيد الذي توج رأس مصر بأكاليل النصر والفخار أن أمر بإعادة مجد مصر البحري من جديد، فأعاد تنظيم السلاح البحري الملكي المصري الذي سيغدو بإذن الله تعالى وفضل الفاروق قوة يحسب حسابها.
وسيرى العالم من أشبال هذا الأسطول الحديث ما سمعوه عن أبطال أسطولنا القديم، وستغدو مصر بفضل قوته في مقدمة الأمم البحرية، فيرفرف علم مصر الخفاق عاليا في ربوع البحار.
وإنا لنرى من تاريخ أمراء البحار المصريين الذين يضمهم هذا الكتاب دروسا من البطولة والوطنية والتضحية، وسيرا فيها نفع لأبناء الوطن، وحافز لهم ليكرسوا علمهم وفنهم وجهودهم في سبيل إعادة مجد الوطن وإعلاء شأنه بين الأمم كما فعل السلف الصالح، فلا قوة ولا مجد لأمة بدون أسطول بحري، والحرب الأخيرة أكبر دليل على ذلك.
وإنا لنثني ثناء عاطرا على جهود الأستاذ جميل خانكي لبحثه الفريد في تاريخ أبطال البحار المصريين، وما يتضمنه كتابه من حث ودعوة لإعادة مجد مصر البحري.
Shafi da ba'a sani ba
ياور جلالة الملك وقائد عام السلاح البحري الملكي
محمود حمزة
أمير البحار
28 أبريل سنة 1947
مقدمة
بين مجموعة الصور الزيتية النادرة التي تزين أحد القصور الملكية العامرة لوحة بديعة لعاهل مصر الأكبر محمد علي باشا تمثله جالسا في شرفة قصر رأس التين، قابضا بيده اليمنى على خريطة الإمبراطورية المصرية، ومشيرا بيده اليسرى إلى قطع الأسطول المصري الرابضة في ميناء الإسكندرية، كأن لسان حال مؤسسها يقول لأبناء الأجيال القادمة: «إنما تملكت ما بيمناي بفضل ما تومئ إليه يسراي.»
دققت النظر في تلك الصورة الرائعة وفيما حملت بين ثناياها من بليغ العظات والعبر، فساءلت نفسي - ونحن على أهبة بعث جديد للشئون البحرية: كيف وفق محمد علي باشا بين عشية وضحاها إلى اختيار قواد للأسطول الضخم الذي ابتاع بعض وحداته من الخارج وبنى البعض الآخر في دور الصناعة ببولاق وبالسويس وبالخرطوم وبالإسكندرية؟ ومن هم هؤلاء الربانون الذين عقدوا ألويتهم خفاقة على ساريات السفن المصرية وقادوها من نصر إلى نصر في طول البحر الأبيض المتوسط وعرضه حتى تبوأ أسطول مصر - غداة كارثة نافارين - ثالث المراتب بين أساطيل العالم؟
دفعني هذا السؤال إلى كتابة إلمامة في تاريخ أمراء البحار الستة الذين بنوا مجد مصر البحري في النصف الأول من القرن التاسع عشر:
إسماعيل بك جبل طارق (أو الجبل الأخضر)، ومحرم بك (زوج توحيدة هانم كريمة محمد علي باشا)، وعثمان نور الدين باشا، ومصطفى مطوش باشا، والأمير محمد سعيد باشا (ابن محمد علي باشا)، وحسن الإسكندراني باشا.
محمد علي باشا يشير إلى قطع الأسطول المصري الراسية في ميناء الإسكندرية.
Shafi da ba'a sani ba
وقد مهدت إلى سيرتهم بنبذة وجيزة في تاريخ البحرية المصرية من أقدم العصور حتى اليوم، ثم شفعتها ببيان القوات البحرية المصرية في عصر محمد علي باشا الكبير وفي عهد الخديو إسماعيل، وأضفت إلى هذا وذاك جدولا بأسماء أهم الوحدات البحرية وأنواعها وأجزائها قديما وحديثا باللغتين العربية والفرنسية. وأخيرا عرضت في ذيل الكتاب ثلاثة اقتراحات ترمي إلى إحياء السلاح البحري المصري.
وبعد، فاللهم وقد قيضت لمصر فاروقا يسير بخطى ثابتة جريئة موفقة على هدى آبائه الأماجد، فاجعل من أبناء الكنانة قوادا وربابنة يتولون دفة البلاد ويسيرون بها بين زعازع الحادثات وتصاريف الزمان إلى بر السلامة وثغر الأمان.
جميل خانكي
أبريل سنة 1947
نظرة عابرة في تاريخ الأسطول المصري من أقدم العصور حتى اليوم
عصر الفراعنة
إن تاريخ الأسطول المصري يرجع إلى عصر الفراعنة، ولعلى أولى البعثات الحربية إنما تلك الرحلة التي قامت بها أربعون سفينة مصرية من شواطئ مصر إلى سواحل فينيقية لاستيراد أخشاب الأرز من لبنان في عهد الملك «سنفرو
Snofrou » آخر ملوك الأسرة الثالثة، حوالي سنة 2920 قبل الميلاد.
وتوالت الحملات البحرية في عهد الأسرتين الخامسة والسادسة (فيما بين سنة 2750 وسنة 2475 قبل الميلاد)، فاتجهت المراكب المصرية صوب بلاد «بنت
» وبلاد طور سيناء وحدود مصر الشمالية عن طريق ساحل «تيبا» شمالي العريش، وعادت محملة بالمعادن النفيسة والجواهر الثمينة، وعلى الأخص بعد الرحلة التي قامت بها السفن المصرية في سنة 2673 في عهد الملك ساحورع
Shafi da ba'a sani ba
Sahouri
ثاني ملوك الأسرة الخامسة.
وفي عهد سنخ كارع منحوتب
Mentouhotep
آخر ملوك الأسرة الحادية عشرة جال الأسطول المصري على سواحل البحر الأحمر، وتعددت حملاته في هذه الأرجاء حوالي سنة 2000 قبل الميلاد.
وفي سنة 1491 قبل الميلاد أرسلت الملكة حتشبسوت
Hatshopsouit
بنت تحوتمس الأول بعثة بحرية مكونة من خمس سفن أقلعت إلى بلاد الحبشة وعادت منها باثنتين وثلاثين شجرة من الأشجار النادرة غرست بمعبد الدير البحري الذي شيد بجهة «طيبة»، وسجلت جوانبه المنقوشة هذه الصفحة المشرفة.
وفي عهد تحوتمس الثالث
Thoutmosis III
Shafi da ba'a sani ba
من ملوك الأسرة الثامنة عشرة بلغ الأسطول أوج عظمته، ففتح بلاد الشام وبسط نفوذ مصر وسلطانها على جميع بلدان البحر الأبيض المتوسط إلى ما وراء بحر إيجيه «البحر اليوناني».
ولما استوى رمسيس الثاني
Ramsès II
على عرش الفراعنة في سنة 1292 قبل الميلاد جهز أسطولا ضخما ضم ثلاثمائة قطعة بحرية، استولى بها على سواحل البحرين الأبيض والأحمر.
وقد اشتبك الأسطول المصري في عهد رمسيس الثالث في غضون سنة 1191 قبل الميلاد في أول معركة بحرية حاسمة سجلها التاريخ. ذلك أن أهالي البحر الأبيض المتوسط أخذوا يفدون على سوريا على عدد عديد من السفن مدججة بالسلاح، فاستولوا على جزيرة قبرس (المعروفة قديما باسم ألاسا
Alasa )، وأخضعوا جميع بلاد الحيثيين شمالي سوريا حتى بلغوا مدينة قرقميش
Carcamish
الواقعة على نهر الفرات، ثم زحفوا على أرواد
Arvad ، وعلى ساحل فينيقية، وساروا جنوبا حتى هبطوا مملكة آمون عن طريق نهر العاصي
Oronte
Shafi da ba'a sani ba
ناهبين سالبين غاصبين كل ما امتدت إليه أيديهم، وهناك ضربوا خيامهم مولين وجوههم شطر مصر.
أما رمسيس الثالث فقد أخذ يعد عدته لصد هجوم أعدائه، فحصن حدوده وجمع أسطولا ضخما على وجه السرعة، ووزع مختلف وحداته على موانئ القطر الشمالية، وسار على رأس قوة برية وبحرية إلى أن التقى بالعدو على الساحل الفلسطيني بالقرب من قلعة سميت باسمه عند سفح جبال آمور
Amor . وقد دارت في عرض البحر معركة بحرية حامية الوطيس بين الفريقين المتحاربين، فلحقت الهزيمة بسفن الأعداء قبل أن تصل إلى الشاطئ، حيث وضع رمسيس قوة برية مسلحة بالسهام صوبت أسلحتها الفتاكة القتالة نحو رجال أسطول العدو، فأصلتهم نارا حامية. ثم تقدم الأسطول المصري نحو السفن الأجنبية لينقض على وحداته ويفتك برجاله، فانتشر الذعر واختل النظام في صفوفهم، فغرق من مراكبهم ما غرق، ودب الرعب في نفوسهم، فوجموا لما أصابهم وألقوا أسلحتهم في البحر، فسحبت سفنهم مقلوبة إلى الشاطئ المقابل وقد تكدست على ظهورها ركام القتلى من مقدمتها إلى مؤخرتها، وألقيت حمولتها في اليم قربانا على هذا النصر المبين.
1
وفي عهد الملك نيخاو
Néchao
ثاني ملوك الأسرة السادسة والعشرين طاف الأسطول المصري حول القاهرة الإفريقية في سنة 616 قبل أن يقوم الرحالة البرتغالي فاسكو دي جاما برحلته بزهاء واحد وعشرين قرنا.
وقد استطاع الفراعنة بفضل قوتهم البحرية أن ينشروا علم مصر ويبسطوا سلطان مصر على بلدان البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر في القارات الثلاث: الأوروبية والآسيوية والأفريقية.
عصر البطالسة
كان لبطليموس الثاني
Shafi da ba'a sani ba
الذي تولى ملك مصر في سنة 283 قبل الميلاد قوة بحرية عظيمة مخرت عباب البحر الأبيض المتوسط من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، إلا أن هذا الأسطول الجبار التقى في سنة 263 بأسطول أنتيجون
Antigone
من حكام آسيا الصغرى، على مقربة من جزيرة كوس في بحر إيجيه ولحقت به الهزيمة بعد أن كان سيد البحار.
وكان أسطول بطليموس الثاني يتكون من ثلاثمائة وست وثلاثين من السفن الحربية ومن ألفي سفينة نقل. أما رجاله فكانوا يتألفون من عنصرين: المجدفين والمحاربين. الأولون من طبقة المزارعين وعمال المعابد والمسجونين، والآخرون من طبقة ممتازة من المصريين ينضم عادة إليهم بعض المقدونيين والإغريق.
وكان الملك هو القائد الأعلى للقوة البحرية، وكانت سفن الأسطول تنقسم وحدات، على رأس كل وحدة قائد بحري يتلقى الأوامر من القائد الأعلى مباشرة.
وكان مجال نشاط هذا الأسطول الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط على وجه خاص، وكانت أهم قواعده العسكرية الإسكندرية وسلاميس (بجزيرة قبرس) وبعض الموانئ في جزر الأرخبيل اليوناني مثل ساموس وكوس وكذلك جزيرة ثيرا
Syra .
وفي القرن الثاني قبل الميلاد أخذ نفوذ مصر يتقلص بانتشار الإمبراطورية الرومانية نحو الشرق، وسرعان ما فقدت مصر سيطرتها على الجزر والموانئ التي كانت خاضعة لها، كما أصاب بحريتها شيء من الوهن، وكسدت تجارتها، ما أدى بكليوباترة ملكة مصر إلى عدم المجازفة بأسطولها المؤلف من ستين سفينة حربية لما اشتبك أنطونيوس مع إكتافيوس في الثاني من شهر سبتمبر سنة 31 قبل الميلاد في موقعة أكسيوم
Actium
التي فتحت أبواب مصر للرومان.
Shafi da ba'a sani ba
العصر العربي
لعل أول انتصار أحرزه الأسطول المصري في ذلك العهد إنما عند قدوم الإمبراطور البيزنطي قنسطانس بن هرقل
Constant II fils d’Héraclius
لغزو الإسكندرية في التاسع والعشرين من أغسطس سنة 654 على رأس أسطول مكون من نحو ألف سفينة، فدارت بين مراكب عبد الله بن سعد بن أبي سرح صاحب مصر ومراكب الروم معركة بحرية حاسمة، عرفت في المراجع العربية بغزوة «ذات الصواري» لكثرة ساريات السفن التي التحمت في القتال، واشتهرت في المراجع الأوروبية بواقعة فونيكه
لوقوعها بالقرب من ثغر فونيكه غربي الإسكندرية.
على أن البحرية المصرية لم يكن لها شأن يذكر بعد هذه الموقعة حتى بداية خلافة أبي الفضل جعفر بن المعتصم، وأمير مصر يومئذ عنبسة بن إسحاق بن شمر؛ إذ نزل الروم دمياط في 29 أغسطس سنة 852 على رأس ثلاثمائة مركب، فسبوا ستمائة امرأة ونهبوا الدور وأحرقوا المخازن، ثم خرجوا مستفزعين إلى البحر، فكان هذا الحادث مثار عناية المصريين بإنشاء أسطول يذودون به عن موانئهم ويصدون به إغارات الأعداء على شواطئهم. «فقد وقع الاهتمام من ذلك الوقت بأمر الأسطول، وأنشئت الشواني برسم الأسطول، وجعلت الأرزاق لغزاة البحر كما هي لغزاة البر، وانتدب الأمراء له الرماة، فاجتهد الناس بمصر في تعليم أولادهم الرماية وجميع أنواع المحاربة، وانتخب له القواد العارفون لمحاربة العدو، وكان لا ينزل في رجال الأسطول غشيم ولا جاهل بأمور الحرب. هذا وللناس إذ ذاك رغبة في جهاد أعداء الله وإقامة دينه، لا جرم أنه كان لخدام الأسطول حرمة ومكانة، ولكل واحد من الناس رغبة في أنه يعد من جملتهم، فيسعى بالوسائل حتى يستقر فيه. وكان غزو الأسطول بلاد العدو ما قد شحنت به كتب التاريخ.»
2
ولما تولى أحمد بن طولون ملك مصر في سنة 870 توفر على الأخذ بناصية الأسطول، فزاد في بناء السفن وتجهيزها بالآلات وإحاطتها بسياج وأسوار متينة، وكان مقر دار صناعة السفن بجزيرة الروضة التي كانت تسمى وقتئذ «جزيرة الصناعة» أو «جزيرة مصر». ويبدو أن بناء السفن في مصر كان له شأن عظيم في ذلك العهد، فقد ألقت أوراق البردي شعاعا من النور على تلك الصناعة الزاهرة ونوهت بمهارة المصريين من عمال وصناع وملاحين، كما سجلت تقدير الحكومة الإسلامية المركزية لذلك التفوق.
ولم يقتصر نشاط المصريين على إعداد الأسطول المصري، بل كان الوالي يرسل الملاحين المصريين للعمل في أسطول المغرب أو في أسطول المشرق، والمساهمة في المشروعات العامة للدولة الإسلامية.
ولما توفي ابن طولون في سنة 884 خلف من المراكب الحربية ألفا.
Shafi da ba'a sani ba
وما إن استوى على عرش مصر المعز لدين الله الفاطمي في سنة 969 حتى استعاد الأسطول مجده وعزه بعد أن أصابه الضعف وذهبت شوكته في أواخر أيام الدولة الطولونية وطوال حكم الدولة الإخشيدية.
ولما تبوأ صلاح الدين الأيوبي الأريكة المصرية في سنة 1171 خص الأسطول بكامل عنايته، وأفرد له ديوانا خاصا سماه «ديوان الأسطول»، ونصب على رأسه أخاه الملك العادل. وقد نال من النصر المبين ما توج به رأس مصر بأكاليل العز والفخار وسطره له التاريخ بحروف من ذهب.
3
عصر المماليك
عني بالبحرية من أمراء المماليك على وجه الخصوص اثنان، هما: الظاهر بيبرس البندقداري (1260-1277)، والناصر محمد بن قلاوون. وفي عهد هذا الأخير هاجم الأسطول المصري جزيرة أرواد في سنة 1302، واستولى على ما فيها، وهدم أسوارها انتقاما من الإغارات المتكررة التي شنها قرصان البحر على الثغور المصرية وسطوهم على السفن التجارية المصرية في عرض البحار.
عصر الأتراك
لما فتح السلطان سليم الأول ديار مصر في سنة 1517، ودخلت مصر في حوزة آل عثمان، احتفظت البلاد بقوتها البحرية، ووضع السلطان سليمان القانوني في منتصف القرن السادس عشر نظاما خاصا لإدارة السواحل، وعين ربانا لكل ثغر من الثغور الثلاثة: دمياط والإسكندرية والسويس.
عصر محمد علي باشا وخلفائه
لما ولي محمد علي باشا ولاية مصر أخذ في بناء السفن في داري الصناعة ببولاق والسويس، ثم أنشأ دارين أخريين لصناعة السفن، إحداهما بالخرطوم وثانيتهما بالإسكندرية، حتى بلغ ما أنشئ منها في عهده خمسا وثلاثين سفينة تحمل 1920 مدفعا و16801 جندي، في حين بلغ عدد العمال المصريين المتخصصين بتلك الصناعة أربعة آلاف وستة وسبعين.
وقد استطاع محمد علي باشا بقوة دهائه ومضاء عزيمته أن يبلغ أسطوله - بعد كارثة نافارين - المرتبة الثالثة بين أساطيل الدول العظمى (بعد إنجلترا وفرنسا وقبل تركيا وروسيا ).
Shafi da ba'a sani ba
أما إبراهيم باشا فقد أنشأ 520 حراقة تحمل كل منها مدفعين لحماية المضايق وصون الملاحة.
وفي عهد عباس باشا الأول وسعيد باشا اشترك الأسطول المصري في حرب القرم ضد روسيا، فوقف إلى جانب الحلفاء في المعارك التي دارت رحاها في البحر الأسود إلى أن انتهت الحرب بهزيمة روسيا في سنة 1856.
وفي عهد الخديو إسماعيل ضم الأسطول المصري إحدى وعشرين قطعة، منها: «المحروسة» و«مصر» و«الغربية» و«محمد علي» و«شير جهاد» و«لطيف» و«الصاعقة» و«الخرطوم» و«دنقلة». وقد خاضت الوحدات المصرية وقتئذ حربين اثنتين، إحداهما في جزيرة كريت سنة 1866 والثانية في روسيا سنة 1877، كما ساهمت في نقل الجنود المصريين إلى السودان وإلى الجبل الأسود وإلى بلاد الصرب لإخماد الفتن فيها.
وما إن رزحت مصر تحت نير الاحتلال البريطاني في سنة 1882 حتى اندثرت البحرية المصرية وأصبحت أثرا بعد عين.
واليوم بعد سبات دام حوالي ثلاثة أرباع القرن ينهض الأسطول المصري نهضة مباركة، فهذه بحريتنا قد ساهمت في الحرب الأخيرة (1939-1945) مساهمة فعلية، ففقدت 22٪ من حمولة سفنها، وأصيب نحو 50٪ من مجموعها إصابات شديدة جعل القائد العام لأساطيل الدول المتحالفة في البحر الأبيض المتوسط يرسل كتابا إلى الحكومة المصرية ينوه بما قدمت البحرية المصرية إلى الحلفاء من معونة كان لها أثرها في إحراز النصر.
وفي 23 ديسمبر سنة 1946 وقع حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول مرسوما ملكيا بتنظيم السلاح البحري الملكي، هذا نصه:
نحن فاروق الأول ملك مصر
بعد الاطلاع على الأمر العالي الصادر في 10 ديسمبر سنة 1878 بتوزيع مصالح الحكومة بين الوزارات، وعلى الأوامر العالية والمراسيم المعدلة له، وعلى المادتين 44 و46 من الدستور؛
ونظرا إلى أن استكمال وسائل الدفاع عن البلاد يقتضي إعادة تنظيم البحرية المصرية لتقوم بمهمتها إلى جانب القوات البحرية الأخرى؛
وبعد الاطلاع على ما ارتأته الجمعية العمومية لمجلس الدولة؛
Shafi da ba'a sani ba
وبناء على ما عرضه علينا وزير الدفاع الوطني وموافقة رأي مجلس الوزراء؛
رسمنا بما هو آت:
مادة 1:
يطلق على القوة البحرية المصرية اسم السلاح البحري الملكي.
مادة 2:
يكون السلاح المذكور قائما بذاته ويلحق بوزارة الدفاع الوطني.
مادة 3:
يتألف السلاح البحري الملكي من وحدات بحرية حربية، ويتولى قيادته قائد عام يكون له من السلطة والاختصاص ما للمديرين العامين للمصالح.
مادة 4:
على وزير الدفاع الوطني تنفيذ هذا المرسوم، ويعمل به من تاريخ نشره بالجريدة الرسمية
Shafi da ba'a sani ba
صدر بقصر القبة في 29 المحرم 1366 (23 ديسمبر سنة 1946)
فاروق
وزير الدفاع الوطني
أحمد عطية
بأمر حضرة صاحب الجلالة رئيس مجلس الوزراء
محمود فهمي النقراشي
وفي خلال شهر مايو المقبل ينتظر أن يوافق البرلمان على أول ميزانية للسلاح البحري الملكي المصري، فيبادر هذا السلاح إلى استيراد بعض القطع البحرية من الخارج تنضم إلى الطوافة وإلى العشرين قاربا مصفحا السابق شراؤها من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي سيتكون من مجموعها نواة الأسطول الجديد.
وقد روعي في تنظيم السلاح البحري أن يكون على أحدث الأنظمة البحرية العالمية، وألحقت به مدرسة الأسلحة البحرية للتدريب على أعمال المدفعية البحرية وإلقاء الطوربيدات وبث الألغام والتقاطها، كما ألحقت به أيضا مدرسة الإشارة البحرية ومدرسة الهندسة البحرية ومدرسة فن البحر لإعداد النوتية. هذا فضلا عن الكلية البحرية الملكية التي تستعد لاستقبال الخمسين طالبا الذين يتم إعدادهم الآن بالكلية الحربية بالقاهرة، حتى إذا ما انتهوا من التمرينات الحربية البرية سافروا إلى الإسكندرية للالتحاق بالكلية البحرية الحديثة.
علم السلاح البحري الملكي المصري.
وهكذا سيبعث الأسطول المصري من جديد ويرفرف علم السلاح البحري خفاقا في مشارق البحار ومغاربها، وتستعيد البلاد مجدها البحري التليد في ظل سيد البحار الأعظم «فاروق الأول».
Shafi da ba'a sani ba
إسماعيل بك جبل طارق أو الجبل الأخضر
هو ذلك القائد البحري الذي تلقبه المصادر التاريخية الأجنبية تارة باسم «إسماعيل جبل طارق
Ismaïl Djebaltar »،
1
وتارة باسم «إسماعيل الجبل الأخضر
Ismâyl-Gebelakdar ».
2
وهو أول قائد بحري ورد اسمه في تاريخ البحري المصرية عندما صح عزم محمد علي باشا على تكوين أسطول قوي يساعده على بسط سيادته في البحر الأحمر حتى موانئ جزيرة العرب.
ذلك أن الوالي كان قد وصى محمد أغا على إنجاز صنع الفرقاطة «إفريقا» في ميناء الإسكندرية، وما إن تم إعدادها في شهر فبراير سنة 1810 حتى استدعى محمد علي باشا القبودان إسماعيل جبل طارق وقلده قيادتها من الثغر السكندري حتى السويس في رحلة شاقة وطويلة حول القارة الإفريقية بعد استكمالها تركيب الآلات الحربية في لندن. غير أنه لم يكتب لتلك الفرقاطة أن تمخر عباب البحر الأحمر، إذ تدخلت السياسة البريطانية في الأمر بناء على احتجاج شركة الهند الإنكليزية وحالت دون إبحار الفرقاطة «إفريقا» إلى السويس، بل أعادتها إلى الإسكندرية حيث وصلت في شهر يناير سنة 1812 مزودة بثلاثين مدفعا جعلت منها نواة أسطول مصر الذي انتوى محمد علي باشا إنشاءه، وتم على يديه تحقيقه.
وإلى جانب الأسطول الحربي أراد محمد علي باشا أن يكون لمصر نصيب وافر من التجارة الدولية، فما إن عاد إسماعيل جبل طارق من لندن حتى أوفده في السنة التالية إلى جزيرة مالطة، حيث أنشأ وكالة لتصريف الصادرات المصرية وعين ابنه مديرا لها بعد مضي سنتين. وإزاء نجاح هذه الوكالة تعددت مثيلاتها في تريسته ومرسيليا وجنوة وكذلك في ليفورن، حيث أقام إسماعيل جبل طارق مشرفا منها على مختلف الوكالات المصرية في الخارج.
Shafi da ba'a sani ba
وفي سنة 1816 سافر إسماعيل جبل طارق في رحلة طويلة زار خلالها لندن وباريس وهامبورج واستكهولم عاصمة السويد، واجتاز بلاد روسيا، وعاد إلى مصر عن طريق البحر الأسود والآستانة بعد أن وقف بنفسه على حالة الأسواق الأجنبية وعلى مبلغ حاجاتها من المحصولات والمنتجات المصرية.
إسماعيل بك جبل طارق.
غير أنه في شهر مارس سنة 1821 شبت الثورة الأهلية في بعض المقاطعات اليونانية، وكانت داخلة وقتئذ تحت حكم سلاطين آل عثمان، يحكمها الولاة الترك الذين كانت تنصبهم حكومة الآستانة، وسرعان ما اندلع لهب الثورة إلى بلاد المورة، حيث بادر اليونانيون إلى رفع علم الجهاد في البحر والبر. ففي البحر أخذت سفنهم المسلحة تقطع الطريق على المراكب التركية في بحر الأرخبيل وتأسرها أو تدمرها وتفتك بركابها قتلا وأسرا ونهبا، وفي البر استولى الثوار على أهم مدن المورة، واحتلوا تريبولتزا
Tripolitza
عاصمتها، ونكلوا بالأتراك المقيمين فيها تنكيلا فظيعا.
ولما استفحل أمر السفن اليونانية في البحر أرسل السلطان محمود الثاني في سنة 1821 إلى محمد علي باشا يعهد إليه بتجريد أسطوله لتطهير البحر من قرصنة تلك السفن، فأسرع الوالي إلى تلبية نداء السلطان وأعد على جناح السرعة ست عشرة سفينة كاملة السلاح والعتاد، بها ثمانمائة مقاتل من حامية الإسكندرية وعلى رأسهم طبو (زاده) أوغلي قبوجي باشى محمد أغا.
3
وقد أقلعت هذه العمارة من ثغر الإسكندرية في يوم 11 يوليو سنة 1821 بقيادة أمير البحار الأول إسماعيل بك جبل طارق يعاونه قرصان يدعى جوستنياني
Giustiniani .
وقد أشار عبد الرحمن الجبرتي إلى هذه الوقائع فيما دونه عن حوادث ذي القعدة سنة 1236 إذ قال:
Shafi da ba'a sani ba
وفي منتصفه سافر الباشا إلى الإسكندرية لداعي حركة الأروام وعصيانهم وخروجهم عن الذمة ووقوفهم بمراكب كثيرة العدد بالبحر، وقطعهم الطريق على المسافرين واستئصالهم بالذبح والقتل، حتى إنهم أخذوا المراكب الخارجة من إستانبول وفيها قاضي العسكر المتولي قضاء مصر ومن بها أيضا من السفار والحجاج، فقتلوهم ذبحا عن آخرهم ومعهم القاضي وحريمه وبناته وجواريه وغير ذلك، وشاع ذلك بالنواحي وانقطعت السبل، فنزل الباشا إلى الإسكندرية وشرع في تشهيل المراكب مساعدة للدونانمة السلطانية.
اتجه الأسطول المصري نحو جزيرة رودس، ثم واصل سيره إلى الدردنيل حيث التقى بالأسطول التركي في يوم 16 يوليو بالقرب من إيفيس
Ephèse . وفي يوم 6 أغسطس خرج الأسطولان معا وطاردا السفن اليونانية في بحر إيجيه إلى أن ألقت الوحدات العثمانية والمصرية مرساها على مقربة من زانت
Zante ، ثم عند مدخل خليج بريفيزا
، حيث أغرقت ستة وثلاثين مركبا يونانيا، في حين وقعت ثلاثون أخرى في الأسر واقتيدت مع بحارتها المشنوقين في أعلى سارياتها إلى الدردنيل. وقد قضى الأسطول المصري أشهر الشتاء بعيدا عن مصر استعدادا للحملة البحرية القادمة التي استهدفت فيها لهجوم السفن اليونانية العنيف، مما اضطرت معه السفن المصرية إلى العودة إلى الإسكندرية حيث وصلت في أوائل مارس سنة 1822، وقد هبط عدد وحداتها إلى إحدى عشرة سفينة منها أربع فرقاطات كانت في حاجة ماسة إلى مرمات كبيرة.
ولما كانت الثورة اليونانية قد امتدت إلى جزيرة كريت، وظهر الثوار على الحاميات التركية التي اضطرت إلى الامتناع في بعض قلاع الجزيرة، فقد عهد السلطان محمود الثاني إلى محمد علي باشا مهمة إخماد الثورة فيها هي أيضا، وسرعان ما أعد الوالي حملة مؤلفة من خمسة آلاف جندي بقيادة حسن باشا أقلتهم السفن المصرية من الإسكندرية إلى كريت، حيث نزلوا إلى البر في غضون شهر يونيو سنة 1822، ففكوا حصار الحاميات التركية وطاردوا الثوار وشتتوا شملهم. وقد لاقى حسن باشا حتفه خلال الفتح وخلفه حسين بك في قيادة الجند، فشن هجوما على كاكسوس
Caxos ou Cachout
واسكربانتو
Scarpanto ، حيث تحصن الثوار في معاقلها، وأنفذ إليها ست عشرة سفينة حربية مصرية وثماني نقالات وألفين من الجند على رأسهم الفرقاطة «ثريا» مقلة محمد قبودان والفرقاطة «ديانا» معقودة اللواء لإسماعيل جبل طارق.
وفي يوم 26 مايو سنة 1824 ألقت الوحدات المصرية مرساها أمام ثغر كاكسوس، فأصلتها حاميات الثوار نارا حامية وردت السفن التحية بأحسن منها! غير أن الفرقاطة التي كانت تقل إسماعيل جبل طارق ارتطمت بصخرة فأصيبت ببعض الخلل اضطرت من أجله أن تقلع إلى جزيرة رودس للتصليح والترميم.
Shafi da ba'a sani ba
ولم تنقض خمسة عشر يوما حتى كان إسماعيل جبل طارق قد أتم تصليح فرقاطته وعاد إلى كاكسوس ومعه فرقاطتان عثمانيتان استحضرهما معه من رودس، وما إن وصل في العاشر من يونيو حتى بدأ القتال عنيفا متواصلا على حصون الثوار الذين أخذوا على غرة، فألقوا أسلحتهم وآثروا الاستسلام وتسليم خمس عشرة سفينة من سفنهم وواحد وسبعين من مدافعهم وثمانمائة من الأرقاء إلى رجال الأسطول المصري الظافرين. وبهذا النصر الحاسم استتب الأمن وساد السكون في أرجاء جزيرة كريت بفضل القوة المصرية البحرية بعد أن عجز العثمانيون عن إخماد فتنتها.
وفي شهر سبتمبر سنة 1824 استهدفت سفينة إسماعيل جبل لهجوم شنته عليها الحراقات اليونانية بالقرب من ميناء ستنكو
Stancho ، ولكنه استطاع قبل أن يجن الليل أن يصيب أحد المراكب اليونانية إصابة قضت عليها وأوقعتها أسيرة في أيدي المصريين، في حين لاذت باقيها بأهداب الفرار في جوف الظلام.
وفي ميناء ستنكو هذا اجتمع إبراهيم باشا بالقائد الفرنسي دروهو
Drouhault
بحضور إسماعيل جبل طارق والكولونيل سيف «سليمان باشا الفرنساوي» وقنصل أزمير وأحد المترجمين. وفي هذه المقابلة أسر دروهو - وكان من القواد البحريين الذين يشار إليهم بالبنان - لإبراهيم ببعض الخطط الحربية لإخضاع اليونان، ومنها التمهيد بالهجوم على المورة.
وقد اشترك إسماعيل جبل طارق مع إبراهيم باشا في إنزال القوات البرية في شبه جزيرة المورة في غضون شهر مارس سنة 1825 بقيادة بعض سفن الأسطول المصري من خليج السودا إلى مينائي كورون
Coron
ومودون
Modon .
Shafi da ba'a sani ba
ولعل هذه المهمة كانت آخر مهمة عهدت إلى إسماعيل جبل طارق، إذ كانت قد تقدمت به السن وانتابه المرض، فاضطر إلى العودة إلى الإسكندرية حيث انزوى في عقر داره ولفظ النفس الأخير في أوائل سنة 1826.
4
وقد انفرد المؤرخ الفرنسي إدوار جون بالحكم على إسماعيل بك جبل طارق حكما قاسيا جدا تطبعه صرامته بطابع التحيز والهوى، إذ قال:
L’amiral Ismayl-Gebalakdar, tombé malade à Rhodes mourut sur mer en route pour Alexandrie. C’était un vieillard instruit sur toutes choses étrangères à son métier. Il coonaissait plusieurs langues du nord; mieux eût valu un peu moins d’ignorance en fait d’art maritime; la navigation égyptienne aurait eu à subir de moins tristes désastres. ⋆ ⋆
إدوار جون: «مصر في القرن التاسع عشر»، ص380.
وتعريبه:
قد توفي الأميرال إسماعيل الجبل الأخضر وهو في عرض البحر في طريق عودته إلى الإسكندرية متأثرا بمرض أصابه في جزيرة رودس، وقد كان شيخا لا يغيب عنه شيء ما إلا ما يمت إلى صناعته. وكان ملما بلغات أهل بلاد الشمال، وحبذا لو كان أقل جهلا بفنون البحر إذ كانت الكوارث التي أصابت البحرية المصرية أقل فداحة.
وربما كانت أحسن شهادة بكفاءة إسماعيل جبل طارق ومقدرته تلك التي جاءت على لسان المسيو دي ريفرسو
De Reverseaux ، وضمنه أحد تقاريره، إذ قال:
Si l’on ex excepte Isamil Djebaltar qui commande avec distinction la flotte du Vice-Roi d’Egypte, et que j’ai vu l’an dernier (en 1822) parcourir audacieusement l’Archipel avec une simple frégate, pas un amiral turc ne peut passer pour avoir du talent, de l’expérience et même de la bravoure.
Shafi da ba'a sani ba