Sarakunan Magana
أمراء البيان
Nau'ikan
[96_2]
ضروراته بل عدمها أصلا، حتى لا يكون لها في الألفاظ أثر، فتجد المنظوم مثل المنثور في سلاسة مطلعة، وجودة مقطعه وحسن رصفه وتأليفه؛ وكمال صوغه وتركيبه، فإذا كان الكلام كذلك كان بالقبول حقيقيا، وبالتحفظ خلقيا.
أخلاقه ومصيره:
إن من نشأ في سعة من العيش، وأخذ عن العظماء في العلوم والآداب، وعاش زمنا بين كبار في الإمارة والسياسية، لا بد أن تبقي بيئته الراقية في نفسه من الصفات ما يسمونه به إلى الفضائل والمكارم. وقد قال فيه من ترجموا له: إنه كان سريا سخيا، يطعم الطعام ويتسع على كل من احتاج إليه وقالوا: إنه لم يبق في الإسلام من أهل فارس شريف يذكر إلا أن يكون عبد الله بن المقنع والفضل بن سهل، وفي هذه النعوت جماع من صفات السراوة.
قيل إنه قد أفاد مالا لما كان يكتب لابن هبيرة على كرمان، فأداه ما جبل عليه من حب الخير أن يجري على جماعة من وجوه أهل البصرة والكوفة ما بين خمسمائة درهم إلى ألفين في كل شهر. ولم يقف جوده عند هذا الحد من التوسعة على من يعرف في البصرة والكوفة، بل أثرت له حوادث في السخاء دلت على أنه كان متصفا بالأخلاق الصالحة التي طالما وصفها للناس في رسائله. وهو القائل: أبذل لصديقك دمك ومالك، ولمعرفتك رفدك ومحضرك، وللعامة بشرك وتحننك، ولعدوك عدلك، واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد.
كانت بين عمارة بن حمزة وبين ابن المقفع مودة، فأنكر أبو جعفر المنصور على عمارة شيئا ونقله إلى الكوفة. وكان ابن المقفع إذ ذاك بها، فكان يأتيه ويزوره، فبينا هو ذات يوم عنده ورد على عمارة كتاب وكيله بالبصرة، يعلمه أن ضيعة مجاورة لضيعته تباع، وأن ضيعته لا تصلح إن ملكها غيره، وأن أهلها قد بذلوا له ثلاثين ألف درهم، وأنه إن يبتعها فالوجه أن يبيع ضيعته، فقرأ عمارة الكتاب
Shafi 96