Sarakunan Magana
أمراء البيان
Nau'ikan
[194_2]
وانقطعت مدته، سعيدا حميدا، شهيدا فقيدا، عند إمامه أكرمه الله، وعند الخاصة والعامة. بوصف محاسنه، في مشاهده ومجامعه، وترحمه عليه عنده ذكره، وحفظه في لحمته، وأهل حرمته، وأهل حرمته، وفيمن كان يحمد الله على طاعته ونصيحته، ما أتم به نعمته. عندنا وعندكم معشر الشيعة، فقد أصبح أمره بكم متصلا، وموقعه من جماعتكم متمكنا، بقبضكم ما قبضه، وببسطكم ما بسطه، من لوعة المصيبة وحسن العقبى. . .
وقال: فأية نعمة أجل قدرا، وأسنى أمرا، معشر الشيعة من نعمة أمير المؤمنين، أيده الله، عند الأمير ذي الرياستين، ومراتبه التي رتبه بها، فإنه أعطاه رياسة الحرب، ورياسة التدبير، وعقد له على رأسهما علما في دعوته وقلده سيفهما، وختمه بخاتم الخلافة وخاتم الدولة، وجعل صلاته بين صاحب حرسه وصاحب شرطته، ومسيره بين أمير المؤمنين وبينهما، أمامه وخلفه، وصير له الجلوس على الكرسي بحضرته، في صدر كل مجلس جلس، إلا أن يؤثر به من أحب من أبناء الخلفاء، وقدمه في دخول دار الأمير راكبا، إلى أقصى مكان ينتهي إليه أحد من بني هاشم، لأنه منهم وأعظمهم غناء عنهم، فسماه صاحب دعوته وسيفه على عدوه، وبابه الذي يدخل إليه منه، وولاه خيوله في أقطار الأرض، ومقدمته بحضرته، وقلده من الثغور ما قد علمت، بما أفراده في عهده، أي ما أنقذه من أمره، في جميع سلطانه وملكه، من مشارق الأرض ومغاربها، وأين يأتي الوصف على ما فضله به، وقدمه وشرفه على الناس كافة ولكنا نخطر بذكره، ثم نكل السامعين إلى ما يرجعون إليه من المعرفة التي لا تبلغها الصفة، ثم لم يكن ما أكرمه به في حياته بأعلى مما أكرمه به في وفاته، تولى غسله وتكفينه، ومباشرته لجهازه، إلى حفرته بيده، وقاسى من الغصص وبرحاء الحزن، وإذراء العبرة، وإراقة الدمعة، ما حال بينه وبين الكلام، رعاية له فيهم، ووفاء بعهده من بعد،
Shafi 194