Sarakunan Magana
أمراء البيان
Nau'ikan
[180_2]
فرمى بنفسه وقال: أنا عائذ بالله من سخطك يا أمير المؤمنين، أنا أقل من أن يشكوني أمير المؤمنين إلى أحد، ويسر على ضغنا يظهر منه لمكانه ما ظهر. فقال له المأمون: وما ذاك؟ فأخبره بما بلغه فقال: لم يكن كذلك، وإنما جرى معنى أوجب ذكر ما ذكرت، فقدمته قبل أن أخبرك به، وكان ذلك عزمي، ومالك عندي إلا ما تحب، فليفرخ روعك، وليحسن ظنك، وسكن ما به حتى شكره، وجعل ماء الحياة يدور في وجهه. فلما دخل أحمد بن أبي خالد قال له: أشكو إليك من بحضرتي من أهلي وخدمي، فما للمجلس حرمة حتى تؤدي ما يجري فيه إلى عمرو بن مسعدة، فقد أبلغ لي شيئا قلته فيه فاتهمت بعض بني هاشم ممن كان حاضرا، ذلك أن عمرا دخل علي فأعاد ما كان، واعتذر فجعلت أعتذر إليه بعذر لم يبن الحق نسجه، ولم يتسق القول فيه، وإن لسان الباطل ينبئ عن الظاهر بالباطن. فقال له أحمد: لا يتهم أمير المؤمنين أحدا، أنا أخبرت عمرا، قال: ما دعاك إلى ذلك؟ قال: الشكر لله وإليه لاصطناعك والنصح بك، والمحبة لإتمام نعمتك على أوليائك وخدمك، وقد علمت أن أمير المؤمنين يحب إصلاح الأعداء والبعداء، فكيف بالأولياء والقرباء، لا سيما مثل عمرو في موضعه من الدولة وموقفه من الخدمة، ومكانه من أمير المؤمنين، فأخبرته بما أنكره عليه ليقوم أود يقينه، ويتلافى ما فرط منه، وإنما العيب لو أذعت سرا فيه قدح على السلطان أو نقض تدبير له؛ فقال له المأمون: أحسنت والله يا أحمد، إذ أخبرتني بخاصة الظن، وصدقتني عن نفسك.
قال إبراهيم بن الحسن بن سهل: كنا في مجلس المأمون وعمرو بن مسعدة يقرأ عليه الرقاع فجاءته عطسة، فلوى عنقه فردها، فرآه المأمون، فقال: يا عمرو لا تفعل فإن رد العطسة وتحويل الوجه بها يورثان انقطاعا في العنق، فقال بعض ولد المهدي: ما أحسنها من مولى لعبده، وإمام لرعيته، فقال المأمون: وما في
Shafi 180