168

Udisa

الأوديسة

Nau'ikan

وقبائل العمالقة

Giants

المتوحشين.»

أوديسيوس يروي قصة متاعبه

عندئذ رد عليه أوديسيوس الكثير الحيل بقوله: «لتبعد عنك هذه الفكرة، يا ألكينوس؛ فلست شبيها بالخالدين، الذين يحتلون السماء الفسيحة، لا شكلا، ولا قواما ولكني أشبه البشر؛ فأي فرد من البشر تعرف أنه قاسى أهوالا جمة، فإنني أشبه نفسي به في أحزاني. نعم ويمكنني أن أسرد لك أطول قصة، عن جميع الويلات التي لاقيتها بمحض إرادة الآلهة. إنك تعذبني الآن بأن آكل رغم حزني، في من شيء أشد عارا من البطن المقيت، الذي يجبر المرء على التفكير فيه مرغما. ليتك لا تغتم أو تحمل ما أحمله في قلبي من غم وأحزان، ومع ذلك فإن أحشائي تأمرني دائما بأن آكل وأشرب، وتجعلني بذلك أنسى كل ما لاقيته، كما تأمرني بأن آكل كفايتي، فهل لك أن تسرع عند الفجر، بأن تضعني أنا الشقي، فوق تربة وطني، بعد سائر ما عانيت من ويلات جسام، فلتهجر الحياة جسمي بعد أن أكون قد رأيت، مرة أخرى، ممتلكاتي، وعبيدي، وبيتي الشاهق السقف.»

الملكة تطارح أوديسيوس الأحاديث

هكذا تكلم، فاستحسن الجميع قوله، ووافقوا على إرسال ذلك الغريب في طريقه ، ما دام قد راعى اللياقة في حديثه، وبعد أن سكبوا السكائب، وشربوا كفايتهم ، انصرف كل رجل لبيته ليخلد إلى الراحة، تاركين أوديسيوس العظيم في ساحة ألكينوس، وإلى جواره جلست أريتي وألكينوس الشبيه بالإله، بينما أخذت الجواري يحملن الصحاف من على مائدة الوليمة. وبعد ذلك كانت أريتي الناصعة الساعدين أول من تكلم؛ لأنها ما إن أبصرته، حتى عرفت لتوها الرداء الجميل، العباءة والمعطف، اللذين صنعتهما بيديها مع وصيفاتها، فوجهت إليه حديثها في عبارات رزينة،

20

قائلة: «أيها الغريب، سأوجه إليك سؤالا شخصيا؛ أولا: من تكون بين البشر، ومن أي مكان أنت؟ ومن أعطاك هذا اللباس؟ ألا تقول إنك جئت إلى هنا جائلا فوق صفحة البحر؟»

فأجابها أوديسيوس الكثير الدهاء، بقوله: «كان من الصعب، يا مليكتي، أروي خاتمة محنتي؛ إذ كثيرة هي المحن التي أعطتنيها آلهة السماء، ومع ذلك فأخبرك بما تسألينني عنه وتستجوبينني من أجله. توجد في منطقة نائية من البحر جزيرة أوجوجيا، التي تسكنها ابنة أطلس

Shafi da ba'a sani ba