، كما وتجولت خلال مصر، وذهبت إلى بلاد الإثيوبيين السيدونيين
Sidonians
والإيرمبيين
Erembi ، وإلى ليبيا
Libya
حيث الحملان تولد ولها قرون منذ أول يوم ترى فيه الدنيا؛
5
إذ تلد النعاج هناك ثلاث مرات كل عام؛ وعلى ذلك فما من سيد ولا راع هناك يشعر بأية حاجة إلى الجبن أو إلى اللحم، أو إلى اللبن الحلو؛ لأن القطعان تعطي ألبانها باستمرار، عندما يحلبونها خلال سائر أيام السنة. وبينما كنت أتجول في تلك البلاد، جامعا الكثير من الرزق، قتل رجل أخي غدرا، وعلى حين غرة، بتدبير من زوجته اللعينة. وهكذا يمكنكما أن تريا عدم بهجتي بكوني سيدا على جميع هذه الثروة، وربما تكونان قد سمعتما هذا من آبائكما، مهما كانوا ؛ فقد قاسيت كثيرا جدا، وأنزلت الدمار بمنزل فسيح كان مملوءا بكنوز كثيرة بالغة. كم كنت أتمنى أن أعيش في ساحاتي بثلث هذه الثروة، ولم يهلك أولئك الرجال الذين ماتوا في ذلك الوقت في أرض طروادة الواسعة الفلا، والنائية كثيرا عن أرجوس، مرعى الجياد. الحق أنني كثيرا ما جلست في ساحاتي هذه وبكيتهم وحزنت عليهم جميعا - وفي بعض الأحايين، حقا كنت أهدئ من روعي بالبكاء، ثم أعود فأكف عنه؛ لأن البشر سرعان ما سينالون نصيبهم من النحيب المثبت للعزائم - ومع ذلك فإن حزني عليهم جميعا لم يبلغ مبلغ كمدي على أحدهم؛ إذ يقض مضجعي ويجعلني أمقت الطعام والنوم وأنا أفكر فيه؛ إذ ما من أحد من الآخيين قد عانى ما عاناه أوديسيوس، ذلك البطل الذي لم يكن نصيبه، كما يبدو غير الهم والنصب، وإن حزني عليه لا يمكن نسيانه؛ حيث قد رحل منذ أمد بعيد، ولسنا نعرف عنه شيئا، هل هو لا يزال على قيد الحياة، أم هو في عداد الأموات. وإني لأعتقد أن هناك من يبكيه، العجوز لايرتيس، وبينيلوبي الوفية، وتيليماخوس الذي تركه طفلا حديث المولد في قصره.»
تيليماخوس يبكي ... ومينيلاوس يرمقه
ما أن قال هذا، حتى أثار رغبة تيليماخوس في البكاء حزنا على أبيه، فترك العبرات تتساقط من مآقيه إلى الأرض، عندما سمع اسم أبيه، فرفع طرف عبايته الأرجوانية بكلتا يديه ووضعه على عينيه، فلاحظ مينيلاوس ذلك، وفكر في عقله وقلبه، ما إذا كان يجب عليه أن يتركه يتكلم بنفسه عن أبيه، أو يبادره بالسؤال عنه. وفي كلتا الحالين لا بد له أن يعرف الحقيقة.
Shafi da ba'a sani ba