وباتروكلوس
7
نظير الآلهة في المشورة، وهناك ابني العزيز، الذي يعادله في القوة، والمنقطع النظير، أنتيلوخوس
Antilochus ،
8
المبرز في سرعة القدم وكمقاتل، كما قاسينا شرورا أخرى علاوة على هذه، من من البشر الفانين يستطيع أن يرويها كلها؟ لا أحد؛ فلو بقيت هنا خمس سنوات أو ستا، وسألت عن جميع الآلام التي عاناها الآخيون الأمجاد هناك، لسئمت قبل أن ننتهي من سردها، ورجعت ثانية إلى وطنك. ظللنا مدة تسع سنوات مشغولين في تدبير خطط خرابهم بشتى ألوان الحيل، ولكن ابن كرونوس لم يكتب لها التوفيق. ولم يجرؤ أي رجل على أن يتحداه في الرأي؛ إذ كان أوديسيوس العظيم يبذ الجميع في شتى صنوف الحيل - إنه أبوك، لو كنت ابنه حقا. إن الدهشة لتتملكني وأنا أنظر إليك؛ لأن حديثك، والحق يقال، يشبه حديثه، وما كان أحد يتصور أن شابا قد يتكلم أمام المجلس هكذا مثله. وإن طيلة المدة التي كنا فيها هناك، لم يتكلم أوديسيوس العظيم بكلام يخالف ما تكلمت به، كما أنه لم يختلف عني في الرأي أو في المشورة؛ إذ كنا ذوي عقل واحد، وكنا ننصح الأرجوسيين
Argives
بالحكمة والمشورة الحازمة، في الكيفية التي يتم بها كل شيء على خير وجه. بيد أنه بعد أن خربنا مدينة بريام الشامخة، ورحلنا في سفننا بعيدا، وجاء إله وشتت شمل الآخيين؛ عندئذ، وعندئذ فقط، دبر زوس في قلبه عودة مؤلمة للأرجوسيين؛ لأن الجميع لم يكونوا كلهم حازمين ولا عادلين؛ ولذلك لقي كثيرون منهم مصيرا مشئوما من جراء غضب الربة، ذات العينين البراقتين، ابنة السيد
9
القوي؛ لأنها تسببت في الشجار بين ولدي أتريوس
Shafi da ba'a sani ba