طوق النجاة
طوق النجاة
Mai Buga Littafi
دار التوزيع والنشر الإسلامية
Lambar Fassara
الثامنة
Shekarar Bugawa
١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م
Inda aka buga
مصر
Nau'ikan
وغيرهما إذا رأى أخاه وقد فتر العزم قال له في مودة وحب: اجلس بنا نؤمن ساعة (١) .. فيتذكرون أحوالهم ويتناصحون ويفترقون على أفضل العزائم ويتحقق فيهم قول المصطفى ﷺ:
«وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ فَاجْتَمَعَا عَلَى ذَلِك وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ» (٢).
وفي مجال دعوة الغير، فإنهم يتواصون بدعوة من يحيط بهم ويعين بعضهم بعضًا على ذلك بتوفير المناخ الصالح للمدعو، ويسعون في ذلك بالحكمة بعد دراسة الوسط المحيط بهم والتفكير في الأسلوب الأقوم للتأثير فيه .. فمن يصلح لوسط معين قد لا يصلح لغيره ومن يفيد هنا قد لا يفيد هناك .. فلان قد لا يصلح لدعوته إلا زيد والآخر لا يصلح له إلا عمرو وهكذا.
فمثلًا قد لا أستطيع دعوة شقيقي، فأستعين بأحد إخواني على دعوته وهكذا ...
وثمة أمر آخر لا يقل في أهميته عما سبقه، ألا وهو إحساسي بأني لا أسير وحدي في هذا الطريق بل أجد عليه أعوانًا، يخففون ما أجد من عناء ونصب، ويفرحون معي إذا منّ الله علينا وجعلنا سببًا في هداية خلقه إليه ودليلًا يدل الحيارى إلى الطريق الصحيح ...
وصايا على الطريق:
ولا ينس السائر في هذا الطريق أنه طريق طويل، فعليه أن يسير
(١) أخرجه أحمد بإسناد حسن عن أنس بن مالك. (٢) من حديث: «سَبْعَة يظلهم الله بِظِلِّهِ».
1 / 43