10- أخبرنا أبو حامد ابن أبي الحسن بن محمود بن أحمد المحمودي في شهر رمضان سنة ثمان وستين وستمائة، وأبو الفرج عبد الرحمن بن أبي العباس بن عبد الملك المقدسي في سنة تسع وستين وستمائة، قالا: أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري، أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي إجازة إن لم يكن سماعا، أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني التميمي، أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب، حدثنا إبراهيم بن أبي سفيان، حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان الثوري قال:
((جاء راهب إلى راهب فقال:
كيف ذات نشاطك؟
قال: ما سمعت أن أحدا يسمع بذكر الموت والجنة والنار تأتي عليه ساعة من ليل أو نهار إلا وهو فيها قائم يصلي.
قال: كيف ذكرك الموت؟
قال: ما أرفع رجلا ولا أضع أخرى إلا ظننت أني لا أصل، فأبكي حتى ينبت العشب من دموعي.
قال: إنك إن تضحك وأنت معترف بخطيئتك خير لك من أن تبكي وأنت مدل بعملك؛ فإن صلاة المدل لا تصعد فوق رأسه.
قال له: أوصني. قال: ازهد في الدنيا ولا تنازعها أهلها، وكن فيها كالنحلة إن أكلت أكلت طيبا، وإن وضعت وضعت #105# طيبا، وإن وقعت على عود لم تكسره، وانصح لله نصح الكلب لأهله؛ فإنهم يضربونه ويجيعونه ويطردونه ويأبى إلا أن يحوطهم وينصحهم)).
Shafi 104