Kyautar Sarakuna
تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
Bincike
عبد الستار أحمد فراج
Mai Buga Littafi
مكتبة الأعيان
Nau'ikan
Tarihi
وأقعده عن يمينه، وأقبل عليه بوجهه، وزاد في تقريبه وبسطه، ونظر بعض الجماعة إلى بعض واجمين بما يشاهدونه، ومتعجبين من انعكاس ما كانوا يقدرونه. ثم نهض أبو الحسن منصرفًا إلى داره، وصحبته، ووصل فما استقر به مجلسه حتى سألته عن خبره، وما جرى عليه أمره مع العباس، فقال: دعاني ودخلت إلى حجرة ما دخلت إليها من قبل، فوجدته جالسًا خاليًا بنفسه وبعض حواشيع، فتقدم إلى الحاجب بإخراج كل من يقرب من موضعه، والجلوس على الباب، ومنع كل من رام الدخول، وانفردنا جميعًا وبدأ يذكر ما يعتقده في من الجميل، وما هو عليه من المحاماة عني، وأنه قد حمل في أمري على أشياء فوقف عنها مراعاة لحقي. ثم قال: إن كان في نفسك من هذا الأمر يعني الوزارة شيء سلمتها إليك وخليت عنها لك، على أن تحرسني في نفسي ومالي وحرمي وولدي. فأعلمته أنني أحسن حالًا منه مع الأثقال التي عليه، وأنني أرجع من المال والنعمة والأملاك والضيعة والجاه والقدرة إلى ما أستغني به عن زيادة. وراجعني مراجعة بعد مراجعة. فلما رآني مقيمًا على على حال واحدة قال. فإذا كان ذلك كذلك فأنا أتصور أن الأمر من بعدي صائر إليك، وأوصيك بولدي وحرمي، فقلت: بل يبقيك الله ويطيل عمرك ولا يخلي مكانك منك، ولا يريني سوءًا ولا محذورًا فيك. فلم يقنع إلا بأن استحلفني ثم مد يده إلي وعانقني وقال: أمرنا الآن واحد، ويدنا واحدة، فلا تلتفت إلى هؤلاء الكتاب وأقوالهم، ولا تفكر في كلامهم وتشنيعاتهم، وثق بما لك عندي من مزية المراعاة وزيادة المحاماة. فشكرته ودعوت له وأعلمته قوة نفسي الآن به، وخرجنا. فكان ما رأيت من فعله. قال أبو عبد الله: فسررت كل سرور بما حدثنيه. ثم رد العباس بعقب ذلك إلى أبي الحسن الزمام على علي بن عيسى. وأعفاه من ديوان الجيش، وقد كان سأل القاسم ابن عبيد الله إعفاءه منه لم يفعل.
1 / 253